ظاهرة الارهاب لا دين لها ولا وطن، والمجتمعات البشرية بأسرها معرضة لأي لون من ألوان هذه الظاهرة الشريرة التي تظهر برأسها القبيح بين حين وحين في أي بلد من بلدان العالم، وكما تعرضت المملكة لأكثر من شكل من أشكالها ها هي مدينة نيويورك تتعرض لحادث ارهابي جديد يضاف الى سلسلة من العمليات الارهابية الدنيئة التي تعاني منها دول العالم الأمرين.
لقد أدانت المملكة وفقا لبرقية العزاء والمواساة التي بعث بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أثر الحادث الإرهابي الذي قتل فيه من قتل وجرح من جرح، بما يؤكد أن المملكة مستمرة في إدانتها أي عمل إرهابي يقع في أي مكان ومن أي جهة كانت.
التنديد والاستنكار لهذا العمل المشين الذي جاء في تضاعيف البرقية يعلنان مجددا موقف المملكة الثابت تجاه هذه الظاهرة التي أخذ أخطبوطها الخطير يزحف الى كل بلدان العالم دون استثناء، وهي ظاهرة مدانة من سائر الأديان السماوية وسائر الأعراف والقوانين والقيم والتشريعات الدولية، ومن سائر دول العالم المحبة للأمن والاستقرار والسيادة.
وكانت المملكة ولا تزال تنادي بأهمية قيام الإستراتيجيات العالمية الجماعية لملاحقة تلك الظاهرة الخبيثة، وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا للقصاص منهم ومن أعمالهم الإجرامية والعمل بالإجماع على استئصال هذا الورم الإرهابي من سائر أقطار وأمصار العالم.
والمملكة سباقة إلى وضع الإجراءات الكفيلة باحتواء تلك الظاهرة من خلال تأسيسها مركز «اعتدال» العالمي، ومقره الرياض لتقديم الدراسات اللازمة عن أشكال التطرف المتغلغلة بين صفوف العديد من المجتمعات، ومحاولة اكتشافها والحيلولة دون انتشارها والعمل على التخلص منها كوسيلة حيوية ورئيسية من وسائل مكافحة الإرهاب، وقد بدأ هذا المركز في أعماله ويحقق في مجالاتها نجاحات مشهودة.
الموقف السعودي ثابت وواضح تجاه مختلف الأعمال الإرهابية المنتشرة في كثير من أصقاع الأرض، وهي واحدة من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في كل مكان، ومكافحة الإرهاب القطري على وجه الخصوص.
وعلى المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل دوره الهام والحيوي للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، وعلى كافة دول العالم أن تقف بحزم وعزم وقوة في وجه هذه الظاهرة التي تعد من أهم أسباب النيل من تنمية الشعوب ونهضتها وتقدمها، فصناعة المستقبل الواعد لأي شعب لا يمكن أن تتحقق فوق أرض تغلي بأصناف الإرهاب وألوانه المدمرة والمخربة لأي إنجاز حضاري.