لم تتعود المملكة تذكير الرأي العام العربي بما تقوم به من جهود وما تقدمه من دعم لحكوماتهم على مدار عقود من الزمن؛ لأنها وببساطة تعتبر ذلك جزءا من سياستها تجاه الوطن العربي. وعلى هذا المنهاج النبيل التزم الإعلام السعودي وكتَّاب الرأي بعدم التركيز على تلك الجهود؛ كي لا يشعر أي عربي بأن المملكة «تمنُّ» عليه أو على وطنه. نحن كسعوديين نقدر ما قدمته وما تقدمه المملكة من دعم ومساعدات ومواقف إنسانية، باعتبار أن الشعوب العربية هم أخوة لنا وأشقاء، لكننا نتألم عندما نتابع مواقف بعض كتابهم ودعاتهم وأئمة مساجدهم، أو حتى من بعض مواطنيهم، ممن لا يفوتون فرصة للنيل من وطننا ومجتمعنا، إلا وانتهزوها ليس بالتلميح، بل بالإشارة الواضحة دون خجل أو وجل. خطيب من إحدى الدول العربية وقف على المنبر في خطبة الجمعة وهو يصرخ مستهزئا ومحرضا ليقول إن المملكة تدفع مساعدات لمن تضرر من إعصار فلوريدا قبل شهور، وكان الأجدر بها «والكلام له» أن تدفع تلك المساعدات للشعب العربي باعتبار أن المال هو ثروة للشعوب العربية!!!. كلام في قمة الوقاحة ونكران للجميل، خاصة وأنه يخطب من على منبر في جامع لا يبعد عن مدينة سكنية بنتها المملكة قبل سنوات، بكامل وحداتها السكنية، دون أن يرافق هذا المشروع الكبير أي ضجة إعلامية أو أي محاولة انتهازية. مواقف غريبة من فئات تكذب على الناس، وتحرضهم على بلد لطالما فتح أبواب الرزق، والعيش الكريم، للمواطن العربي، سواء كان من مواطني الهلال الخصيب أو من الشمال الأفريقي.
أعرف أن التعميم غير مقبول، لكننا وللأسف نشعر بأن شريحة ممن يعتقدون بأن المواطن السعودي يعيش في رغد لا يستحقه، ويأكل من خيرات ليست له وحده، نشعر بأنها تتسع، ويتزايد أصحابها ككذبة كذبوها فصدقوها. ولكم تحياتي