تنظيم البطولات والتظاهرات الرياضية الدولية هو مطمع أغلب الدول سواء المتقدمة أو تلك التي ما زالت في طور النمو الاقتصادي، فالفوز بتنظيم بطولة عالمية في إحدى الألعاب الرياضية المختلفة ليس بالأمر السهل؛ لما يتطلبه من تجهيزات على مستوى البنى التحتية بما يليق باستضافة منتخبات دول العالم، بالإضافة إلى الاستقرار الأمني والمجتمعي بشكل عام؛ لذا نرى الدول التي ترشح للتنظيم تجند كل إمكانياتها المادية والخدماتية بكل أنواعها من أجل انتزاع شرف التنظيم؛ وذلك للمنافع الهائلة التي تعود على البلد المنظم، والتي من شأنها أن تنعش اقتصاده بالدرجة الأولى. من جهة أخرى استضافة البطولات الدولية تعتبر فرصة كبيرة وفريدة لرياضيي الوطن للاحتكاك بالفرق الكبرى والكوادر المشبعة بالخبرة على نحو أقرب.
لا نقل بأي حال من الأحوال بل ونتفوق على العديد من الدول التي تفوز بتنظيم بطولة هنا وجولة هناك، لدينا الإمكانيات المادية والبشرية والصالات التي تجعلنا مؤهلين لتنظيم أكبر البطولات العالمية على الأقل في الألعاب الفردية مثل التايكوندو والكاراتيه ورفع الأثقال والتنس والبلياردو والعديد من الألعاب الأخرى. لدينا اليوم أبطال عالميون في الألعاب الآنفة الذكر، لماذا لا يتم استثمارهم في نشر هذه الألعاب في المناطق المختلفة من وطني الكبير؟ وكذلك للتعريف بالعديد من المدن التي يجهلها من هم خارج الوطن العربي.
يفوز أبطالنا بالعديد من الميداليات العالمية، وهذا هو أول الطريق وليس نهايته، حيث يجب استثمار هؤلاء الأبطال رياضيا واجتماعيا واقتصاديا وحتى أمنيا من خلال طرح البرامج التي يكون اسم البطل وإنجازه دافعا لباقي شباب الوطن ورياضييه بل وحتى لرجال الأعمال الذين سوف يسعون لاستثمار اسم البطل ورعايته إذا ما انتشر اسمه وعرف داخليا من خلال المباريات العالمية التي يشارك بها داخل الوطن.
الاتحادات الرياضية عليها مواكبة الرغبة التطويرية من قبل القيادة والبدء في الدخول على خط المنافسة وبشراسة مع باقي الدول على طلب استضافة البطولات الآسيوية والدولية والعالمية، فرياضة المملكة ليست أقل شأنا من نظيراتها، نملك المال والكوادر والمنشآت للألعاب الفردية على أقل تقدير.
هل نشاهد في المستقبل القريب جولة من بطولة العالم في الكاراتيه في عرعر، أو جولة من البطولة الآسيوية للدراجات في البكيرية، أو بطولة التقاط الأوتاد في الخبر، أو بطولة عالمية للبلياردو في جازان؟
استضافة البطولات تصنع أبطال المستقبل.
