مطالبة مملكة البحرين بوقف عضوية قطر في مجلس التعاون ورفضها حضور قمة التشاور المقبلة بوجود الدوحة، مسلكان يصبان في روافد العقلانية والمنطق، ذلك أن من الصعوبة بمكان التئام القمة الخليجية بمشاركة دولة متهمة بدعم الارهاب بكل ألوان الدعم وأشكاله، ومتعاونة مع النظام الايراني الدموي، وهو مصنف دوليا كمنظمة ارهابية.
من المتعذر إشراك الدوحة في القمة التشاورية المقبلة ما لم تصحح نهجها العدواني ضد الدول الخليجية والعربية، وتعود الى رشدها بتوقفها نهائيا عن دعم الارهاب وبقطع علاقاتها مع طهران واستجابتها لكل مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب، وبدون ذلك فإن وجودها داخل مجلس التعاون الخليجي يشكل خطرا داهما على دول المجلس وعلى كافة دول المنطقة.
لقد حان الوقت لمعاقبة قطر على كل تصرفاتها الخاطئة، وقد تضررت البحرين من سياسات الدوحة كما تضررت بقية دول المجلس، فالنظام القطري لا يزال يضرب عرض الحائط بكل المواثيق والتعهدات وبكل ما له علاقة بمسيرة مجلس التعاون وقوته وتماسكه، فالعزلة الدولية المضروبة حول الدوحة غير كافية كأسلوب من أساليب العقاب، بل لا بد من حرمانها من كل تجمع خليجي أو عربي أو إسلامي أو دولي ما لم تستجب لصوت العقل وتتوقف عن دعم الإرهاب.
ما اتخذته البحرين يمثل خطوة صائبة للحفاظ على مصالح المنظومة الخليجية، ويمثل خطوة صحيحة للحفاظ على مصالحها وأمنها واستقرارها، لاسيما أن التعاون القطري/ الإيراني يمثل أكبر خطر على سيادة البحرين، وفقا لما أسفرت وتسفر عنه سائر العمليات الإرهابية التي حدثت على أرضها.
الدوحة، وفقا لممارسة ألاعيبها السياسية وصلفها، لا تمثل خطرا على دول مجلس التعاون فحسب، وإنما تمثل خطرا واضحا على السلم والأمن الدوليين، وعلى مصالح الدول العربية والاسلامية والصديقة، وكلها دول تنادي بمكافحة الارهاب وأعوانه، والعمل على احتواء هذه الظاهرة الخطيرة وتقليم أظافر الارهابيين أينما وجدوا.
ظاهرة الارهاب الشريرة ممقوتة دوليا، والعمل يجري لوضع الاستراتيجيات العالمية الموحدة لملاحقة الارهابيين ووضع حد لظاهرتهم الشريرة بغية استئصالها من جذورها وانقاذ العالم من ويلاتها، فقد منيت معظم المجتمعات البشرية بعمليات ارهابية منظمة، وجاء الوقت الذي يجب فيه أن يتوحد العالم بأسره لمكافحة تلك الظاهرة والخلاص منها بشكل نهائي وقاطع وجذري.
اذا أرادت الدوحة أن تعود الى حضنها الخليجي وإلى المنظومة التعاونية فعليها وقف أنشطتها الارهابية بشكل نهائي والعودة الى رشدها وقطع علاقاتها مع طهران وغيرها من التنظيمات الارهابية التي لا تشكل خطرا على دول مجلس التعاون فحسب، بل تشكل خطرا على كافة دول العالم دون استثناء.