حينما تضعف قوى الفريق، وتتصدّع إمكاناته، وتختلف رؤى أفراده فيما بينهم، ويصبح كل واحد منهم يعمل بمفرده، وحين تتسلل الضغائن والأحقاد فيما بينهم، بحيث يكون همّ كل واحد منهم كيف يسقط الآخر، وكيف ينال منه، ليبيّن للآخرين أنه هو نقطة الضعف الأكبر، وحين تتلاحق الهزائم، ويأخذ بعضها برقاب بعض، فمن الطبيعي ألا يهتمّ الحكم لأمرهم، ومن الطبيعي أن تكثر التدخلات، ويتبارى الطامعون لتقديم النصح الملغوم للقضاء على ما تبقى من صورة الفريق للاستفراد به، واقتناص الغنائم عبر أنقاضه. من الطبيعي أن يتحوّل الفريق كله إلى ثغرات تغري الخصوم به، وتستدعي حتى غير الخصوم للظفر بحصتهم من المغانم.
حين تضعف قوى الفريق بتعدد الرؤى، وغياب دور الكبير، وتذوب المقامات، وتتطاول القامات الصغيرة، وتأخذها العزة بالإثم في سياق سعي البعض للحصول على شارة القيادة، فمن الطبيعي أن يقتحم الساحة لاعبون جدد، وأن يتبدّل شاغلو المدرجات من وقتٍ لآخر، وعلى هوى المصالح الآنية، والمكاسب الوقتية، ومن الطبيعي أن تتضخم المطامع، وتتسابق كل القوى حتى البعيدة لأخذ مكانها في هذا الملعب المفتوح، والذي سيفرغ حتمًا في أقرب فرصة، لأخذ مكانها فيه.
حين يغيب الشعار الجامع، وتتوارى الجامعة بعجزها خلف فشلها في اللاعنوان، وفي مكان مظلم في تاريخ منسي، لا يمكن أن يهتدي إليه أحد، فإن قائمة الأعداء التي كانت تنفرد بها إسرائيل وحدها ستتمدد وتتمدد ليصبح لكل عضو من أعضاء الفريق عدوه الخاص، وحين يخرج بن جاسم على فضائية بلاده، وهو يعلم أنه إحدى خِرق التآمر، ليحاول أن يمسح عن وجه نظامه عار المؤامرات مستشهدًا بالأموات بلا شهادة، وحين تعاود حماس الارتماء في أحضان إيران بعد التوقيع على صك الوحدة، وحين تتزاحم الأعلام فيما تبقى من أرض الشام، ولا يعود في لبنان سيادة حقيقية إلا لشجرة الأرز، وحين تتسلل مواكب الولي الفقيه إلى صنعاء، وحين يتمزق قميص الفريق بهذه الصورة المزرية، فلا سبيل عندها لإخفاء العورة، بل لا سبيل للبحث أساسًا عن الفريق حتى ولو بقميص منتّفْ لاستعادة حلم لملمة الجراح، وإعادة التأهيل لمواجهة العدو التاريخي وتحرير الأرض والمقدسات من الغاصبين الذين أنسانا إياهم بعض أهلنا للأسف.