المساواتية الثقافية هي أحد الملامح المميزة للمشهد الثقافي، أو على نحو أكثر دقة، هي أبرز ملامح الأسلوب الذي تتعامل به الإدارة الثقافية في المركز مع فروعها سواء في مكان وجودها في الرياض أو في الأطراف. وأقصد بالمساواتية الثقافية تعامل الإدارة مع من يعمل والنشط من الفروع بنفس طريقة تعاملها مع الفروع الخاملة أو الخامدة التي انطفأت جذوة الحياة فيها فلا حياة لمن تنادي.
فروع أو أفرع- لمن يفضل الأخيرة- تمر الأيام والشهور والسنوات، وهي لا تحرك ساكنا ثقافيا وغير ثقافي. لا يقوم العاملون فيها بشىء يذكر عدا فتح أبوابها واغلاقها في بداية ونهاية الدوام. أندية أدبية موجودة وكأنها غير موجودة،، انمحت أسماؤها تدريجيا من الذاكرة أو في طريقها إلى الانمحاء، ولايزال أعضاء مجالس إدارتها في مقاعدهم، وفروع لجمعية الثقافة والفنون لم تعد تهتدي أقدام الناس إلى أبوابها، إلا في مناسبات فعاليات تنظمها لتقول إنها لا تزال على قيد الحياة، ولاقتناص بعض الضوء الإعلامي والثناء تقتات عليهما في بياتها الأبدي حتى إذا ما استنفدتهما أفاقت لتقيم فعالية أخرى لتجذب حزما جديدة من الضوء.
إن «المساواتية الثقافية» التي تتعامل بها الإدارة في المركز غير عادلة، مساواتية تتعرض بسببها الفروع النشطة للظلم والاجحاف بمساواتها إجرائيا وماليا بنظيراتها الخاملة. إن غالبية الأندية الأدبية إن لم تكن غارقة في سبات عميق فانها تتأرجح على حافته لسنوات، ولم يُشرع في العمل على تغيير الأوضاع فيها سواء بسبب التغيرات في المركز أو انتظارا لانتهاء مسلسل مراجعات وتنقيحات لائحة الأندية كشرط ومتطلب لتدشين مرحلة جديدة من انتخابات مجالس إدارة جديدة. وإلى حين وقت الافراج عن اللائحة من حبس اللجان المكلفة بالتتابع بمراجعتها ثم إقرارها رسميا -لا يمكن التنبؤ بموعد ذلك- ستبقى مجالس الإدارة الخاملة تشغل مقاعدها الى أجل غير مسمى، بدون تعرضها للمساءلة والمحاسبة على خمولها.
أما فروع جمعية الثقافة والفنون فحالها حال. شخصيا لا أذكر منها سوى أربعة فروع: الدمام والاحساء وجدة والطائف. تقف على منصة واحدة مع الفروع التي لا أذكر تحت مظلة المساواتية الثقافية التي ترفعها الإدارة في المركز.