كثيرا ما تعلن وزارة الصحة عن التكلفة الطبية للأجهزة المطورة، كما تكشف عن مشاريعها المستمرة، من حيث رفع نسبة التطور الطبي، وإدخال الاجهزة التقنية التي تناسب الامراض، لاسيما المهمة منها، وتقيس الوزارة سنويا مستوى رضا المستفيدين، وتتكلف بملايين الريالات من أجل الحفاظ على صحة الجميع، هدف الوزارة تنموي توعي ذو رسالة انسانية كواجب تقدمه وزارة الصحة، لجميع المرضى، إلا ان الوعي الطبي يتخذ مسارات لا تزال «دون المستوى المأمول».
ضمن أجندة الوزارة أيضا تفعيل الايام العالمية للأمراض وتكثف جهودها لتنشيط العديد من الحملات التوعوية داخل مديريات الصحة وغيرها من الاساليب الصحية، التي تسهم في تقليل المرض ورفع نسبة الوعي، وفي شهر أكتوبر تحديدا، كثفت الوزارة ونوعت من جهودها وسياساتها في الاعلان عن اهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، والعديد من الحملات يتم تنظيمها من أجل مكافحة الامراض وإيقاف تناميها، من هنا سأقول ان «تنامي المرض سبب رئيس لعدم الوعي، حيث ترتفع التكلفة العلاجية من نسبة عادية الى نسبة غير عادية»، الهدف ليس ماديا وإنما تنموي، واستغلال لعامل الوقت، فكثيرا ما نطرح عامل الوقت في إدارة الأزمات، ونحن في تنامي الأمراض نحتاج الى إدارة للأزمات.
إدارة الوقت والأزمات، صياغة وفن وسياسة للقدرة على تجاوزها، وتحقيق الهدف؛ والحملات التوعوية ما هي إلا مضاعفة توعوية للحد من الانفاق على الأمراض، وإيجاد حلول وقائية أفضل من العلاجية المؤلمة المكلفة، وعبر مضاعفة تلك الجهود سنجد ان السياسة الحديثة المتبعة، التي تدمج بين الاطار الصحي التوعوي والإطار المادي الاقل إنفاقا ستحدد إطار مرحلة جديد، مستمرة وليس مؤقتة، هذا ما نتطلع إليه، فلم يعد اكتوبر شهر التوعية للفحص المبكر عن سرطان الثدي فقط، وإنما طيلة العام نكون أكثر وعيا لنكون اكثر ديمومة؛ فالربط بين الفكر الصحي والاستمرارية، وكيفية الحفاظ على الانفاق ليست لأهداف مادية، وإنما لأسباب تتعلق باستثمار الوقت والتخلص من الأزمات فالتنمية التوعوية جزء من حياتنا اليومية، تقاس بالاهتمام بالعمل والاهتمام بالتفاصيل الأخرى.
حملات متنوعة، وشعارات وفعاليات أقيمت خلال شهر أكتوبر للتوعية بضرورة الفحص المبكر لسرطان الثدي، ليس في اكتوبر فقط، وإنما بالعام بأكمله، فعملنا وتواجدنا والقيام بمهامنا والحفاظ على أعمالنا واستثماراتنا وبناء أسرنا ونسيج مجتمعنا قائم على صحتنا، ومن ثنايا السطور أوجه شكري لحملة (ما يعرف بعدين!)، وللدكتورة فاطمة الملحم رئيسة الحملة (رئيسة وحدة الاشعة في مستشفى الخبر الجامعي) وللجنة المشاغل النسائية في المنطقة الشرقية وجميع المشاركين بالحملة.
موعدنا ليس في أكتوبر وإنما دوما، لحياة متنامية، واقتصاد أكثر رخاء.