لا شك أن إنشاء المجلس التنسيقي (السعودي - العراقي) الذي أقره مجلس الوزراء في منتصف أغسطس المنفرط، مما يعزز سمو العلاقات بين البلدين الشقيقين من جانب، ونهوض العراق وتعزيز استقراره من جانب آخر، كما أن المجلس سوف يلجم النظام الإيراني عن ممارسة تصديره لثورته الدموية للعراق وغيرها من دول المنطقة.
وتؤكد الأوساط السياسية داخل الوطن العربي وخارجه أن التدخل الإيراني في شؤون العراق أدى إلى إطالة أمد النزاعات الطائفية في هذا القطر، وشرع الأبواب على مصراعيها لتدخل تنظيمات إرهابية أخرى كحزب الله وغيره؛ بهدف إبقاء فتائل الحرب مشتعلة وتخريب أي جهد للوصول إلى أمن العراق واستقراره، وقيام المجلس سوف يؤدي إلى تقليم أظافر الإرهابيين الذين لا هم لهم إلا تدمير العراق وإضعافه وإبعاده عن حظيرته العربية والدولية.
كما أن التنسيق بين الرياض وبغداد سيعزز التواصل بين البلدين ويفتح آفاقا جديدة للتعاون بينهما في شتى المجالات والميادين وسوف يؤدي إلى تشديد الخناق على ظاهرة الإرهاب واستئصالها ويحمي المصالح المشتركة ومصالح دول المنطقة، وقد وجدت تلك الظاهرة الشريرة خلال السنوات الفائتة مناخات مناسبة لتعيث فسادا وتخريبا وقتلا في العراق، وقد آن الأوان للتخلص منها ومن شرورها.
وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، فإن قيام المجلس يعد خطوة رائدة وحيوية لمكافحة الإرهاب وطرد الميليشيات الإيرانية الطائفية، سعيا وراء عودة الأمن والحرية والكرامة للعراق، والحفاظ على سيادته وتخليصه من كل أزماته العالقة، فالمصالح السعودية/ العراقية تتلاقى في كل جانب لا سيما في الجانبين الأمني والحدودي، وتجمع دول العالم على أن التدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي هو السبب الرئيسي لإطالة حربه وأزماته.
وقد أشاد علماء المسلمين بخطوة التقارب بين البلدين ودعموه حيث أعلن مجلس علماء باكستان عن دعمه لتأسيس المجلس التنسيقي بين الرياض وبغداد كعامل رئيسي سوف يؤدي لاستتباب الأمن في العراق ورفع الآثار الطويلة للحرب والصراعات الطائفية، وقيام المجلس بين البلدين الشقيقين سوف ينهي تلك الصراعات ويخمد ألسنة نيرانها.
تحقيق التطلعات المشتركة بين البلدين الشقيقين، وفقا لقيام المجلس التنسيقي وإقراره، يعكس أهمية بناء شراكة فاعلة بين المملكة والعراق، تصب في روافد مصلحتيهما ومصلحة الدول العربية وتساهم بشكل عملي وفاعل في بسط قواعد الأمن والاستقرار في المنطقة. وأعداء البلدين وأعداء دول المنطقة المتمثلين في النظام الإيراني لا يريدون السعي لقيام أي مصلحة مشتركة فيما بينها فهم يناصبون الحرية والاستقرار والأمن العداء.
وسوف يحقق المجلس التنسيقي بين البلدين الشقيقين أهدافه السامية رغم أنوف الحاقدين والمغرضين ومن في قلوبهم مرض، وسوف تعود عوامل الأمن والاستقرار والحرية والكرامة بفضل الله ثم بفضل إرادة القيادات المخلصة في المنطقة .