وجهات النظر السعودية/ الأمريكية تبدو متطابقة تماما حيال الأزمة القطرية ومواجهة الخطر الايراني وأهمية انسحاب الميليشيات الايرانية من الأراضي العراقية، ومن شأن تلك الرؤى المتشابهة أن تنهي الأزمات العالقة بين الدوحة والدول الأربع وتضع حدا قاطعا للتوترات العراقية وتعيد الأمن والاستقرار للدول الخليجية ودول المنطقة، وتلك وجهات تؤكد على أهمية ابعاد المنطقة عن التوترات واشاعة أكبر نسبة من الأمن والاستقرار في دولها.
التدخلات الايرانية السافرة في شؤون دول المنطقة بما فيها العراق أدت الى إطالة موجة النزاع الطائفي على الساحة العراقية، فالنظام الايراني الارهابي سعى منذ ظهور وجهه الكالح على تلك الساحة الى اشاعة الطائفية والفتنة وزرع بذور الكراهية بين أطياف الشعب العراقي.
وإزاء ذلك فان الرؤى السعودية/ الأمريكية المتجانسة تصب في روافد مواجهة الخطر الايراني في المنطقة الذي يشكل هاجسا لدى البلدين بحكم أنه العامل الرئيسي لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، كما أن الضرورة تحتم في الوقت الراهن انضمام الدول الأوروبية لتأييد ومعاضدة آلية العقوبات المفروضة على النظام الايراني ليس بوصفه الراعي الأول لظاهرة الارهاب في العالم فحسب بل بوصفه مهددا للأمن والسلم الدوليين بمضيه في تطوير أسلحته التدميرية الشاملة.
من جانب آخر فان التقارب السعودي العراقي الذي أسفر مؤخرا عن انشاء المجلس التنسيقي بين البلدين الشقيقين سوف يؤدي الى نقل العراق نحو مستقبل تنموي واعد ويقلم أظافر ارهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني ويحد من نفوذه وتغلغله في المنطقة، والمجلس سوف يؤدي بطبيعة الحال الى نشر سحابات من الاستقرار في بلد مزقته الحروب بفعل تدخل ايران في شأنه.
والأمل معقود مع اقتراب موعد انعقاد المجلس التشاوري لمنظومة التعاون الخليجي أن تراجع الدوحة مواقفها الخاطئة مع الدول الأربع، فالكرة الآن في ملعبها وبامكانها الاستجابة لمطالب تلك الدول بالعدول نهائيا عن دعم الارهاب وايواء رموزه في ربوعها حتى تعود الى حظيرتها من جديد فأزمتها الراهنة لا يمكن حلها الا داخل البيت الخليجي لا خارجه، ولا يمكن لسياسة الاستقواء والتدويل أن تنهي الأزمة العالقة بينها وبين الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب.
الأوضاع الراهنة في المنطقة تنذر بعواقب وخيمة ما لم يتم تحجيم الدور الايراني فيها والعمل بجدية لاحتواء الأزمة القطرية والعمل على احتواء موجات الارهاب التي لا تزال تطل برؤوسها في الصراعات الدائرة الآن في سوريا واليمن، فتضافر الجهود الدولية للوصول الى حلول قاطعة لأزمات المنطقة سوف يؤدي بطبيعة الحال الى نشر الأمن والاستقرار في هذه المنطقة التي تعرضت لسلسلة من الحروب الطاحنة وآن لها اليوم أن تفكر في صناعة مستقبلها المنشود.