يوجد لدينا أكثر من 850 جمعية خيرية منتشرة في كافة مناطق المملكة تنفق الدولة على الكثير منها مبالغ طائلة كما توجد لدى البعض منها أوقاف كبيرة أوقفها أهل الخير تدر عليهم مداخيل سنوية للصرف على أنشطتهم المختلفة.
هذه الجمعيات في غالبها تقوم بأنشطة متشابهة مثل الجوانب الصحية أو المعيشية سواء تسديد إيجارات أو تأمين أغذية وخلافه بالإضافة إلى جانب بناء وتشييد المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم أو جهود دعوية وجميعها جهود جبارة تشكر عليها هذه الجمعيات والقائمون عليها.
الجانب التعليمي لا يقل أهمية عن الجهود السابقة وهو غائب تماما عن تخطيط هذه الجمعيات وبالأخص الكبيرة التي لها عوائد ضخمة من الأوقاف التي تمتلكها، لم أسمع عن جمعية فتحت باب الابتعاث للطلبة المتميزين للدراسة في العلوم المهمة التي يحتاجها البلد، لم أسمع عن تخصيص إحدى الجمعيات أرقاما للطلبة أو الطالبات المتفوقين في الثانوية العامة للدراسة في الجامعات الخاصة المحلية أو حتى تخصيص أرقام للدراسة على مستوى المرحلة الثانوية في المدارس الأهلية، فهذا الجانب يكاد يكون مختفيا تماما برغم قيمته العالية للفرد والمجتمع كما أنه يساهم في تحفيز طلابنا على بذل الجد والاجتهاد.
بعض الجمعيات الخيرية لديها القدرة على بناء مجمعات تعليمية متكاملة ذات جودة ومقاييس عالية لجميع المراحل أتمنى أن تضع هذا الاقتراح ضمن أجنداتها لتكون لها الأسبقية في هذا العمل الجليل وتساهم في بناء العقول كما ساهمت مشكورة في البناء من الناحية الإنسانية. فهل نسمع عن مبادرات مشابهة؟