حكاية «الإعلامي والنجوم السبعة» هي حكاية إعلان يظهرُ واضحا للناظرِ انحيازه كلاما وصورة إلى الإعلامي بدون حاجة إلى التركيز والتأمل العميق، ويظهر كما لو أن موضوع الإعلان ليس إلا ذريعة لإنتاج الإعلان، فالندوة الحوارية المعلن عنها والتي سيدير دفتها الإعلامي، ويحاور خلالها سبعة من المنخرطين في صناعة الأفلام تفضل عليهم الإعلان بتسميتهم نجوما، ليست إلا مُناسبة لتعزيز نجومية الإعلامي التي يؤكدها الإعلان نفسه. تحتل صورة الإعلامي الوسط من الثلثين العلوي والأوسط من الإعلان. ويتمدد فوقها عنوان موضوع الندوة، وتحت الصورة إسم الإعلامي مسبوقا بلقبه. ويتمدد أسفله صفان مترادفان متوازيان من الصور، تجاورت في الصف السفلي ثلاث صور، وفي العلوي أربع: صور النجوم الذين سيحاورهم الإعلامي، الذي يظهر وهو ينظر إلى فوق قليلا بثقة لا تخطئها العين في صورته التي تتدلى فوق رؤوسهم.
إن «حشر» سبع صور في صفين، وفي الثلث السفلي زيادة على ذلك، يتناقض تناقضا صارخا مع تسميتهم نجوما، ويجردهم من النجومية، أو لأقل، يجعل نجوميتهم بمستوى أدنى من نجومية الإعلامي ذي الصورة التي لا تزاحمها ولا تنافسها صور مجاورة في الحيز الواسع مقارنة بالحيز الذي اقحمت فيه صور «النجوم السبعة»
الإعلامي في موضع القلب من الإعلان، وهو ذو الصورة المنفردة تميزا وتمييزا له، وهو المحاور. ثلاث ميزات تؤكد أنه النجم في الإعلان، وسيكون النجم في الندوة. من المحتمل أن «يُسطروا» أمامه وهو على كرسيه المنعزل عن كراسيهم، لـ«يرشقهم» بأسئلةٍ قد تكون أعدت بطريقة تُظهِرُ تفوقه في معرفته بالسينما أيضا.
لا نجومية للنجوم السبعة في الإعلان، ولن تكون لهم في الندوة، وإن كان لابد من الإقرار بنجوميتهم، فسيظهرون «نجيمات» أمام الإعلامي-- النجم الكبير.
كان الإعلان يتكلم بلسان ذي رأسين غير متساويين. رأس صغير ينطق بأنهم نجوم، ورأس كبير يقول النقيض، يقوله بالصور السبع المحشورة في الثلث السفلي، وبأنهم سبعة «سيمثلون» أمام محاور واحد، فكأن كل واحد منهم لا يستحق أن يحاوره الاعلامي النجم بمفرده، في لقاء خاص به.
محير جدا أنهم قبلوا أن يُحاورا بالجُملة. ربما توقعوا أن حوار (1+6) سيعزز نجوميتهم، ويزيد إتساع شهرتهم.
تُرى كيف قرأوا الاعلان؟ ماذا قالوا عنه؟.