أصبحت مُشاركة الشباب في مؤسسات المجتمع المدني واحدا من الاتجاهات الرئيسية التي بدأت تشق طريقها في غالبية البلدان والمجتمعات، والتي تستهدف صقل الشخصية الشبابية، وإكسابها المهارات، والخبرات العلمية والعملية، وتأهيلها التأهيل المطلوب لضمان تكيفها السليم مع المستجدات، وتدريب القادة الشباب في مختلف الميادين المجتمعية، لكن ما يجب الإشارة له هو أن هوة ما لا زالت قائمة بين الشباب ورجال الأعمال، لأسباب تتعلق بالحكم المُسبق على الشاب السعودي بأنه غير مُنضبط ولا يحترم الوقت، إضافة إلى أسباب داخلية تتعلق وتركيبة المجتمع والعائلة ومستوى الانفتاح الاجتماعي، حيث تضافرت كل تلك العوامل لتحد من بروز دور بعض الشباب في خدمة بلادنا. هناك أزمة عدم ثقة بين بعض المسؤولين في القطاعين الخاص والعام وبين الشباب، وتفاقمت تلك الأزمة أكثر فأكثر، حيث بات الشباب يعاني فكرة أن الشباب السعودي مُرفه ويبحث عن الراحة في العمل، وغير مؤهل للانخراط في سوق العمل الخاص أو المشاركة الفاعلة في العمل الاجتماعي والتطوعي، ولمعرفتي باستعدادات الشباب الذين أعرفهم على الأقل أو قابلتهم في مناشط اجتماعية أو تطوعية لمست فيهم حب العمل والنشاط وحسن إدارة الوقت وتشوقهم للانخراط في العمل المجتمعي سواء أكان اجتماعيا أو تنمويا، ولذلك يجب علينا جميعا معرفة الاحتياجات الأساسية للشباب والعمل على تلبيتها ومن تلك الحاجات:
■ الحاجة إلى تقبل الشباب السعودي والعمل على دعمه وتشجيعه.
■ الحاجة إلى توزيع طاقاته في نشاط يميل إليه، وخصوصا أن الشباب لديه طاقات هائلة وعدم تفريغها في أنشطة بناءة يزيد من حالة الملل والتوتر لديه.
■ الحاجة إلى تحقيق الذات، بما يعنيه من اختيار حر وواعٍ لدوره ومشاركته المجتمعية وشعوره بالانتماء لفكره، أو مجموعة اجتماعية لها أهداف عامة.
■ التركيز على تنوع برامج التعليم والتدريب، لما لهما من دور مفتاحي وأساسي في حياة الفرد، ولكونها توسع الآفاق والمدارك العقلية وهو حق مكتسب وضروري.
■ الحاجة إلى الاستقلال في إطار الأسرة كمقدمة لبناء شخصيته المستقلة، وتأهيله لأخذ قراراته المصيرية في الحياة والعمل والانتماء، بطرق طوعية، بعيدا عن التدخل.
■ الحاجة إلى الترفيه والترويح، فحياة الشباب ليست كلها عملا ونشاطا جديا، بل يحتاج الشباب إلى توفير أماكن للترويح ومراكز ترفيهية ثقافية (دور سينما، مسرح، منتزهات، معسكرات شبابية).
■ الحاجة إلى بناء الشخصية القيادية الشابة من خلال تنمية القدرات القيادية وصقلها للمواهب الواعدة، وهذه العملية لا تتم بقرار إجرائي بقدر ما تحتاج إلى سياسات تربوية مدروسة مقرونة بخبرة عمل ميداني، تعزز ثقة الشباب القياديين بقدراتهم وتضعهم أمام الاختيار الجدي.