لم يعد الحديث على ساحة السياسة الأمريكية تجاه الموقف من إيران يتعلق بوقف مفاعلها النووي فحسب بل تخطاه إلى تغيير النظام برمته بحكم استمراريته في تمديد نفوذه في المنطقة وتهديد أمن واستقرار دولها من جانب، ولاستمراريته في تصدير ثورته الدموية إلى العديد من أمصار وأقطار العالم من جانب آخر لاسيما إلى المنطقة العربية كسوريا والعراق واليمن وليبيا والبحرين.
وفي سبيل قيام توازنات سياسية وعسكرية في منطقة الشرق الأوسط فان تطلعات الإدارة الأمريكية الجديدة متوجهة إلى كبح جماح التمدد الإيراني، وما يهمها ويهم السياسات الأوروبية ويهم الدول العربية هو ايقاف ذلك التمدد الخطير الذي لا يقل خطرا عن مضي النظام الإيراني في تطوير أسلحته التدميرية الشاملة، والخطران معا يشكلان تهديدا صارخا للأمن والسلم الدوليين.
وليس من الأسرار القول إن السياسة الأمريكية الجديدة تهدف إلى تغيير النظام الإيراني كوسيلة داعمة لرؤية المجتمع الدولي وهو يسعى لاحتواء ظاهرة الإرهاب ووقف تصديرها من إيران التي تمثل الراعية الأولى لهذه الظاهرة الشريرة إلى دول المنطقة والعالم.
والتغيير يستهدف تقزيم النظام الإيراني ضمن خطوات وإجراءات عملية لتقوية خط الاعتدال داخل إيران والعمل على اضعاف مواقعه العسكرية القابضة والمسيطرة عليه وعلى رأسها الحرس الثوري، والتغيير يتواءم وينسجم ايجابا مع ارادة الشعب الإيراني الذي مازال يعاني الأمرين من النظام وسياساته الداخلية والخارجية الموغلة في بؤر الأخطاء، وهو يتحين الفرص للخلاص من حماقاته وسياساته الطائشة.
أخطار النظام الإيراني لا تحدق بالولايات المتحدة وحدها بل تهدد الدول الأوروبية ودول المنطقة والعالم بسبب مواصلة إيران تطوير أسلحتها النووية من جانب وبسبب استمراريتها في تصدير ثورتها الارهابية إلى العديد من دول العالم من جانب آخر، والتمدد الإيراني في المنطقة العربية له سلبياته وأضراره الفادحة على أمن هذه الدول واستقرارها، وما كان يمكن للحروب المستعرة فيها أن تطول لولا تمدد إيران ونفوذها في المنطقة.
العالم كله يئن من الحركات الإرهابية التي مازال أخطبوطها المخيف يزحف إلى كثير من المجتمعات البشرية، وإيران هي المصدرة الأولى للإرهاب وتمده بكل أسباب القوة المتمثلة في الأسلحة كما هو الحال مع الميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن، فالصواريخ البالستية التي تزود بها إيران تلك الميليشيات أدت إلى تفاقم الأوضاع في اليمن وإلى اطالة الحرب فيها ولم تسلم المملكة من تلك الصواريخ.
الإرهاب ظاهرة شريرة تهدد إيران بها كافة دول العالم دون استثناء، ومن الضرورة بمكان وضع حد قاطع لهذا العبث الإيراني الساخر من كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية، والساخر من كل أنظمة حقوق الإنسان من خلال تصديره للإرهاب ومن خلال تمسكه بتطوير أسلحته التدميرية الشاملة.