للمناصب العليا بريق يذهب بالأبصار وطعم يسيل له اللعاب، فالجميع يطمع ويطمح لتقلد منصب مهم ويشار له بالبنان، كما له من المرارة ما يفطر الأكباد، فبعد أن كان له من النفوذ والحشود الملتفة حوله جارت عليه وأبدت ما في نفسها من خبايا ولفت كما تلف البوصلة للوصول إلى بر الأمان. لذا ما يبقى بعد تقلد المسؤولية هو العمل بالطريقة السليمة والنتائج المحمودة، وما أن تترجل حتى تترجل معك المسميات التي من أجلها جامل من جامل وصفق من صفق ولا صفة لك بعدها، وأي حديث أو تبرير لن يسمع وقد يذهب باتجاه التأويل، ولكن عملك فقط وما تم تنفيذه هو المتحدث في مرحلة ما بعد المغادرة، كما تشتد المنافسة وهو أمر مشروع مع من يتسلم فإما أن تكون ممن يحمدون أو ممن يذمون، وهذا الشيء يحتاج من المسؤول نظرة عميقة وواعية للمستقبل بأن هذا اليوم آت لا محالة ولكل شيء نهاية.
في الآونة الأخيرة شهد الوسط الرياضي تغييرات صارمة وجذرية ونافذة، كانت مطلبا أساسيا بعد مرور العديد من الاستراتيجيات والطرق في اختيار من هم الأجدر بإدارة الاتحادات الرياضية، حيث لم نشهد أي نقلة نوعية في العديد منها، ظلت مشاكل وتعقيدات الاتحادات على ما هي عليه مع وجود بعض المحاولات المتواضعة التي لم تؤت أكلها في نهاية المطاف. القرارات التي أصدرتها هيئة الرياضة كانت سريعة وفورية حيث شملت تغيير العديد من رؤساء الاتحادات وعودة أبناء اللعبة وهم الأحق ليمسكوا بزمام الأمور مع الإشارة أن هناك من أقدم على الاستقالة من مهامه قبل قرار التغيير والتعيين بأيام دون أسباب واضحة.
ما كان لافتا في القرارات الأخيرة المتعلقة بالاتحادات هو استحداث وتأسيس اتحادات جديدة كالاتحاد السعودي للرياضات الذهنية والإلكترونية، اتحاد المنطاد، اتحاد الأمن الالكتروني والبرمجيات، اتحاد الرماية الأطباق الطائرة، اتحاد القدرة والتحمل واتحاد الشطرنج، وتم فصل وتأسيس اتحاد مستقل لألعاب الرياضات الجوية اللاسلكية والريموت كنترول. كما تم دمج المرأة في عمل الاتحادات بشكل أقوى بتعيين أول رئيسة للاتحاد السعودي للرياضات المجتمعية على مستوى تاريخ المملكة. القرارات شملت أيضا تعيينات في اللجنة الأولمبية، مما يوضح شمولية التغيير على كافة الرياضات والمهام.
وعلى غرار قانون نيوتن لكل قوة فعل قوة ردة فعل مساوية لها في المقدار ومعاكسة في الاتجاه، نتطلع إلى نتائج قوية بقوة قرارات معالي تركي آلِ الشيخ.
