قالوا قديما: (من رأى ليس كمن سمع) وباعتبار أنني قد رأيت الكثير خلال فترة وجودي في الوسط الرياضي، أود التأكيد على أن المال ليس وحده هو المشكلة الرئيسية في منظومة الاحتراف لدينا.
في الواقع المشكلة لها أكثر من جانب قد يكون المال جزءا منها لكن أساس المشكلة هو الفكر التقليدي السائد في فكر الأندية المحلية، ولعل أكبر دليل على ذلك هو تعاقدات الأندية السنوية العشوائية مع اللاعبين المحترفين الأجانب والمفاوضات الجارية في هذا النطاق مع مكاتب التسويق ووكلاء اللاعبين، في المقابل نجد الأندية الأوروبية المحترفة لديها أجندة وإستراتيجية واضحة تجاه التعاقدات، حيث لها عادة أهداف مستقبلية بعيدة المدى خصوصا على صعيد تلك التي تتم مع اللاعبين الصاعدين البارزين في منتخبات الفئات السنية.
وبمناسبة الحديث عن الفئات السنية، تقام خلال هذه الأيام منافسات مباريات كأس العالم تحت 17 سنة في الهند، علما بأن البطولة وصلت إلى مرحلة مباريات دور 16، ولا أبالغ عندما أقول إن الدهشة عقدت لساني حين علمت أن كثيرا من الأندية الأوروبية الكبيرة تفاوض مجموعة من اللاعبين البارزين.. على سبيل المثال كشف نادي ريال مدريد أنه يقوم بمفاوضة المهاجم الفرنسي أمين جويري والإسباني فيران توريس وصانع اللعب الماهر البرازيلي الان.
الجدير بالذكر فسلفة الأندية الأوروبية عند إبرام مثل هذه التعاقدات هي تصميم وتنفيذ برامج تعايش وتطوير للاعبين الصاعدين الذين تتعاقد معهم بحيث يتم الاستفادة منهم مستقبلا في الفريق الأول أو يتم استثمار بطاقات هؤلاء اللاعبين وبيعها على أندية أخرى. كلمة أخيرة.. الياباني الصاعد كيتو ناكمورا سجل 4 أهداف ويعتبر أبرز نجوم البطولة، صرح في موقع الفيفا الرسمي، أنه منذ سنتين ينتظر البطولة لكي يحجز مقعده في أكبر أندية أوروبا.. هل وصلت الرسالة؟؟
