ربما لم يلتفت أحد منكم لخبر بثته منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي عن أكثر مدن العالم تلوثا. بل حتى وسائل إعلامنا لم تتعامل مع هذا الخبر وفق معيار خطورته، خاصة مع وجود ثلاث مدن سعودية في مراتب متقدمة في هذا التقييم. وإذا كانت مدينة «زايل» الإيرانية والتي لم نسمع عنها من قبل، ومعها مدينتا «جواليور والله أباد» الهنديتان هم أصحاب المراكز الثلاثة الأولى من حيث الخطورة جراء التلوث، فإن من المؤلم أن تكون عاصمتنا «الرياض» هي صاحبة المركز الرابع، تليها مدينتا «باتنا ورايبور» الهنديتان في المركزين الخامس والسادس، ثم مدينة الجبيل في المركز السابع، فالدمام في المركز الخامس عشر. تصنيف منظمة الصحة العالمية يستند على دراسات مسحية تقيس كثافة الذرات العالقة الأقل من 2.5 ميكروجرام الموجودة في كل متر مكعب من الهواء. ورغم أن معظم القراء لا تهمهم هذه المعلومة إلا أنني أوردتها لتأكيد أن الدراسة مبنية على أسس علمية دقيقة. تقول الدراسات: إن هذه الذرات تتسبب في أمراض سرطان الرئة وأمراض القلب على المدى البعيد، ناهيك عن الأزمات القلبية التي تسبب الوفاة بسرعة أكبر. كما أن 80% من سكان تلك المدن يتعرضون لتلوث ناتج عن جسيمات المواد الضارة التي تفوق النسب المحددة من منظمة الصحة العالمية.
لا أدعي معرفتي بالإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية بعد ذلك التقرير، لكنني ووفق متابعتي للموضوع عبر وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وموقع حماية البيئة أستغرب عدم تطرق أي من تلك الجهات لما ورد فيه رغم خطورته.
أعتقد أن الجميع يتفق معي بأن وجود عاصمتنا في هذا المركز السيئ أمر غير مقبول، وأن وجود مدينتين هامتين كالجبيل والدمام في قوائم أكثر المدن تلوثا يضعنا أمام تحد كبير لتصحيح الوضع قبل استفحاله. ولكم تحياتي