نادت المملكة مرارا وتكرارا بأهمية وضع الاستراتيجية المناسبة والحازمة لمواجهة المد الارهابي الايراني، وها هي اليوم عبر المكالمة الهاتفية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تؤيد تلك الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمواجهة أنشطة ايران العدوانية ودعمها للارهاب في المنطقة والعالم، وهي أنشطة تمثل خطرا على سلامة وأمن كافة المجتمعات البشرية دون استثناء.
ولا يخفى أن النظام الايراني -عبر تصديره ثورته الارهابية لعدد من دول المنطقة- يمثل الراعي الأول لظاهرة الارهاب والتطرف، ولا بد من مواجهته عبر تنظيم استراتيجي دولي لكبح زحف أخطبوطه الى دول المنطقة والعالم، ووقف مؤامراته عبر دعمه التنظيمات الارهابية.
لقد حذرت المملكة دائما من أخطار إيران عبر بسط نفوذها على دول المنطقة واشعالها الفتن والحروب والاضطرابات فيها كما هو الحال في اليمن والعراق وسوريا والبحرين ودعمها اللامحدود لتنظيم حزب الله الارهابي وغيره من الأحزاب الخارجة عن القانون والضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف والمبادئ والقرارات الدولية ذات الشأن بمكافحة ظاهرة الارهاب.
اشادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عبر المكالمة ذاتها بالدور القيادي للادارة الأمريكية الجديدة وهي تتصدى للارهاب وفقا لادراك حجم مخاطره وتهديداته لأمن دول العالم واستقرارها وسيادتها تمثل منطلقا هاما نحو أهمية تضافر الجهود واتخاذ المواقف الحازمة والصارمة تجاه الارهاب والعمل على احتوائه وتقليم أظافر الارهابيين أينما وجدوا نظير ما يشكلونه من أخطار على سلامة دول العالم وأمنها.
المملكة حريصة أشد الحرص على تشجيع كافة المبادرات من الدول الصديقة لمكافحة ظاهرة الارهاب تحقيقا للأمن والسلم الدوليين وتحقيقا لاستقرار دول العالم والحفاظ على سيادتها وحريتها وسلامة أراضيها ومقدراتها، فقد تحولت هذه المكافحة الى مطلب دولي لا بد من الاهتمام بتفعيل أدواته ومساراته للحيلولة دون تفشي تلك الظاهرة الخطيرة واستفحالها وتهديدها لاستقرار كافة الدول المحبة للأمن والحرية والسيادة.
تحول الارهاب اليوم الى ظاهرة خطيرة لا بد من مواجهتها بشكل جماعي لا فردي من خلال وضع الاستراتيجيات المناسبة والمدروسة لمحاصرة تلك الظاهرة الشريرة والعمل على احتوائها عبر تبادل المعلومات بين الدول وملاحقة تحركات الارهابيين في أي مكان لافشال مخططاتهم ومؤامراتهم التدميرية.
التنمية المنشودة لكافة المجتمعات البشرية لا يمكن أن تتحقق فوق أراض تمور كالمرجل بالارهاب والجريمة، وازاء ذلك فإن ظاهرة الارهاب تشكل عائقا يحول دون تحقيق التنمية في أي مجتمع من المجتمعات، وهاهي التنظيمات الارهابية تشل حركات التنمية الموضوعة من قبل دولها، وهو أمر يستدعي بالضرورة العمل على وقف المد الارهابي ومكافحة الارهابيين للخلاص منهم ومن ظاهرتهم الخبيثة في أي جزء من أجزاء هذه المعمورة.