■ قمة الإحباط عندما تراهن على شخص أو مجموعة أشخاص لمساعدتك والوقوف بجانبك، وتعول عليهم كثيرا لحل مشاكلك عند الأزمات، وعندما تحتاجهم وتفتش عنهم لا تجدهم، هذا هو النصر الذي يمر بضائقة مالية وعندما بحث عن أعضاء شرفه لانتشاله منها لم يجدهم.
■ المؤلم حقا أن أعضاء شرف النصر الذين يربو عددهم على مائة وثمانين عضوا تم تجاهل غالبيتهم، ولم توجه الدعوة إلا لما يقارب الستين عضوا -أي الثلث- والأشد إيلاما الحضور الباهت الذي خيب كل الآمال، فالاجتماع الشرفي الذي عُقد قبل أيام في ضيافة العميد فهد المشيقح نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف لم يحضره سوى أحد عشر عضوا فقط، والمضحك المبكي أن دعم هؤلاء الأعضاء لم يتجاوز ستة ملايين ريال مع أن ديون النادي تجاوزت 200 مليون ريال.
■ لا شك أن الوضع المالي لبعض أعضاء الشرف -المقربين من الإدارة- لم يعد كما كان في السابق، وربما بعضهم لا يستطيع الدعم ولو بالقليل، بينما البعض الآخر ينتظر تطبيق الخصخصة التي باتت على الأبواب للمساهمة في شراء النادي، ولكن في كل الأحوال هذا لا يعفيهم من الحضور والمشاركة بالرأي والمشورة على أقل تقدير، ولا يعفي المقتدرين من الدعم المالي ولو بالشيء اليسير، لاسيما أن مشاركة الفريق في النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا اصبحت رهينة الدعم المالي لسداد بعض الالتزامات التي تحول دون استخراج الرخصة الآسيوية.
■ المشجع البسيط الذي لا يهمه إلا ناديه ما زال يتساءل بحسرة، ما الذي حل بأصفر العاصمة ذلك الكيان العريق، الذي يعد أحد أبرز ركائز كرة القدم السعودية، ومَنْ المسؤول عما يحدث له؟ وهنا لا يمكن أن انحاز لطرف على حساب آخر ليس لشيء، بل لأن الحقيقة التي لا يمكن حجبها بغربال، أن النصر ذهب ضحية صراعات شرفية مع الإدارة الحالية ولذلك نجد أن غالبية أعضاء الشرف فضلوا الابتعاد تباعا خلال السنوات الماضية، وتنصلوا من مسؤولياتهم تجاه ناديهم، بل ان البعض ربط عودة الدعم برحيل الإدارة..
■ من الأمور المسلّم بها، أن الأمير فيصل بن تركي يبقى عاشقا ومتيما بحب الكيان قبل أن يكون رئيسا، وبالتالي لا يمكن لأي عاقل أو منصف أن ينسف ما قدمه سموه لناديه على مدار السنوات التسع الماضية التي ضحى خلالها بوقته وصحته وماله من أجل الكيان، ولكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهل أخطاء سموه المتكررة وبعض الخلافات، التي أبعدت أعضاء الشرف الواحد تلو الآخر حتى أصبح النصر كيانا بلا أعضاء..
■ في عام ٢٠١٥ وجهت رسالة لسموه عبر هذه المساحة بعنوان «إلى فيصل بن تركي» طالبته من خلالها برأب الصدع ووأد الخلافات وتقريب وجهات النظر مع الأعضاء الداعمين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم، ولكن مطالبي ومطالب الملايين من عشاق الكيان ذهبت أدراج الرياح في ظل غياب لغة التواصل بين الطرفين..
■ هذه الخلافات التي كان بالإمكان احتواؤها وتجاوزها في ذلك الوقت من أجل النصر تفاقمت في الموسم الماضي، الذي شهد انسحاب اثنين من أبرز الداعمين ماديا ومعنويا -العجلاني والعمراني- وها هي الآن تلقى بظلالها على الكيان الذي أصبح كالغريق الباحث عن طوق نجاة.
■ قلتها سابقا وأكررها الآن، لن يعود النصر ككيان يشار له بالبنان وكفريق مرشح فوق العادة لكل البطولات الممكنة ما لم يكن هناك وئام واتفاق واحترام متبادل بين عشاقه على مختلف شرائحهم وطبقاتهم ومواقعهم، ويكون الجميع على قلب رجل واحد هدفهم الوحيد مصلحة النصر فقط.