من المؤكد أن كل شيء في هذا العالم أصبح قابلاً للبيع. وليس بالضرورة أن يكون منصب مدير عام المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) من ضمن هذه الأشياء التي تباع وتشترى. إذا فاز مرشح قطر بالمنصب فليس لأن قطر دفعت أموالاً ليفوز مرشحها، فكل ما هنالك أن المصوتين فقط أخذوا في الاعتبار الحضارة القطرية العريقة التي تضرب جذورها في عصور ما قبل الميلاد.!!
يبدو أننا في غفلة أو غفوة كبرى، حيث لم ننتبه إلى أن على أطراف الدوحة أهرامات عمرها عشرة آلاف سنة وليس سبعة آلاف سنة كما هي حال أهرامات مصر. ويبدو أننا تتلمذنا وتثقفنا على يد عبدالرحمن الكواري ومحمد المسفر وعبدالله العذبة وليس على يد طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وعبدالوهاب المسيري. حتى ذائقتنا الغنائية لم تنشأ أو ترتقي على صوت أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وشيرين، بل نشأت على الأوبراليين القطريين الذين يبزون لوتشانو بافاروتي وأمثاله.!!
أما باريس فأين هي من دوحة النور والحريات وسحب الجنسيات وتهديد المواطنين بالقنابل السامة من أستاذ للعلوم السياسية في جامعة قطر، التي طاول مجدها هارفارد والسوربون في عدد الباحثين والأبحاث المؤثرة في مسيرة البشرية.
قطر التي تستكثرون أن يفوز مرشحها برئاسة اليونسكو فازت عشرات المرات بجوائز احتضان ودعم الجماعات الإرهابية وجوائز تهديد أمن واستقرار جيرانها وتهديد بلدان العرب كافة. بل هي التي مولت تنظيم داعش ليهدم الآثار الإنسانية التاريخية في العراق وسوريا.
ما لكم إذن كيف تحكمون أو تناقشون إمكانية فوز قطر برئاسة منظمة عالمية للثقافة والتربية والعلوم.؟! ألم تفز بتنظيم كأس العالم ٢٠٢٢ باعتبارها أكثر جاهزية من كوريا الجنوبية وأهم من اليابان وأكبر من الولايات المتحدة.؟!! لا يهم إن كان كل من منحوها تنظيم كأس العالم يخضعون الآن للتحقيق والتوقيف بتهم الفساد. المهم أن الفلوس (السايبة) بتتكلم قطري.!!