كلمة المملكة الضافية التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة يوم أمس الأول في الدورة الأممية الثانية والسبعين، ركزت على نقطة محورية هامة ذات علاقة بأهمية التحقق من تنفيذ إيران الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات عليها في حال انتهاكها التزاماتها بأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية، ومن المعروف أن إيران مازالت تتملص من أحكام ذلك الاتفاق وتقفز على مسلماته ومعطياته.
وتلك مسألة ينبغي على المجتمع الدولي أن يوليها أهمية خاصة في ظل التزام المملكة بأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها كركيزتين من ركائز سياستها الخارجية، تعزيزا لقضايا الأمن الدولي بحكم أن امتلاك الأسلحة النووية يهدد استقرار دول العالم وأمنها وسيادتها، وتعزيز النوايا للتخلص من تلك الأسلحة المدمرة يعزز مناخات السلم والأمن الدوليين وينشر سحابات من الاستقرار على أجواء دول المنطقة.
ونزع الأسلحة النووية يمثل أسلوبا صائبا للتعايش السلمي بين شعوب العالم، ومنطقة الشرق الأوسط لا بد أن تخلو من تلك الأسلحة التي ترفض إسرائيل أي مسعى للتخلص منها بما يشكل تهديدا صارخا لدول المنطقة ويشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين، وامتلاك إسرائيل تلك الأسلحة يحول دون التوصل الى حل سلمي ونهائي ودائم لأزمة منطقة الشرق الأوسط وللمشروع السلمي بإقامة الدولتين المستقلتين.
كما أن عدم التزام إيران بالاتفاق النووي الموقع مع مجموعة 5+1 يشكل هو الآخر خطرا يهدد دول المنطقة، بحكم أن النظام الإيراني يمثل إرهاب دولة، ويقوم بتزويد الجماعات والفصائل الإرهابية في كل مكان بالأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية.
ولا بد أن يتحمل المجتمع الدولي دوره كاملا لتنفيذ الاتفاقات المتعلقة بحظر الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، التي مازال يستخدمها النظام السوري ضاربا عرض الحائط بكل القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية والانسانية التي تحرم استخدام تلك الأسلحة.
ويتعاظم الخطر في المنطقة بتملك إيران أسلحة الدمار الشامل وحصول الجماعات الارهابية بواسطتها عليها، وقد نادت المملكة دائما بأهمية التأكيد على تفعيل برنامج الأمم المتحدة لمنع الاتجار غير المشروع بالأسلحة، وهي تأمل التوصل الى توافق دولي منشود يحول دون انتشار أسلحة الدمار الشامل والتوصل الى نزعها خلال مؤتمر المراجعة الثالث لبرنامج العمل والمزمع عقده في العام المقبل.
المملكة ما زالت تنادي بأهمية نزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط وهي تلتهب بنزاعات محتدمة كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين، ووجود تلك الأسلحة لدى اسرائيل وايران وسوريا يهدد شعوب المنطقة، ويكرس استمرارية وضعها الساخن ويشعل بؤر التوتر في منطقة تتوق شعوبها الى التوصل الى سلام دائم يشيع الأمن والاستقرار في ربوعها.