من أكبر التجارب التي تمر بها أي امرأة في حياتها هي الإصابة بسرطان الثدي.
ومن ناحية أخرى، فإن المرأة التي تصاب بالمرض أكثر حظا في النجاة والشفاء من النساء اللاتي أُصبن بالمرض قبل عشرين عاما، بسبب التطور الطبي العلمي في الهندسة البيولوجية الجينية، وفي فهم الجينات التي تبعث احتماليات أوضح لاحتمال الإصابة بالمرض، واحتمالية نسبة الشفاء بعد الإصابة به، واحتمالية الانتكاسة- لا قدر الله- بعد الشفاء.
ومن أسباب «تناقص نسبي واضح» في الإصابة بالمرض، أو تشخيصه المبكر الذي يسهل العلاج والشفاء، هو ازدياد أعداد النساء اللاتي يقدمن على الفحص المبكر عن طريق الماموجرام.
على أن الأطباء أيضا لهم الدور الأهم في تحقيق نسب الشفاء عن طريق التشخيص الدقيق، هذا أولا، وثانيا فهم آلية التشخيص لكل مريضة على حدة، وهنا مربط الفرس، وكما أوضحت عبارة في تقرير حديث عن مرض سرطان الثدي نشر في مجلة التايم الأخير تقول: «من التشخيص إلى العلاج، الاهتمام ينصب على إيجاد الخيار الصحيح للمرأة الصحيحة في الوقت الصحيح». إن هذه العبارة الأيقونية لازمة ليست فقط في سرطان الثدي بل في أي تشخيص لأي مرض، وهذا لا بد أن يُدرس بشكل رئيس في كليات الطب عندنا بأن المرضى ليسوا نسخا بيولوجية وفسيولوجية مكررة، فلكل مريض صفات فردية تبدأ من قدرة جهازه المناعي، إلى أعضائه الوظيفية ولا تنتهي عند جهازه العضلي والعصبي، والآن وجدوا جينات بدأت تتحكم في نمو وإخماد الخلايا السرطانية، وغني عن الذكر أنها تختلف من شخص لآخر.. لذا كان التشخيص الطبي برأيي ليس إجراء علميا فقط بل هو فن وإحساس وقدرة ضمنية استشعارية تنمو مع الخبرة الطبية وعقلية الطبيبة المتشربة والمتفهمة لهذه الناحية.
ولا أجد جملا ولا مساحة في المقال لأشكر جهود التوعية والمكافحة لجمعيات السرطان بالمملكة، فبفضل الله ثم بفضل جهودهم الكثيفة، بلا كلل وبتزايد، ارتفعت نسبة الثقافة الوقائية عند السيدات عن هذا المرض، كالاهتمام المتزايد بالفحص الماموجرامي حتى عند صغيرات السن، إلى دعم المرضى والطواقم الطبية بمراحل العلاج.
حفظكم الله، وصان صحتكم عن كل علة ومرض.