يبدو أن حب كرة القدم أفقدنا أساسيات النقد وأصبحت الميول هي من تسيطر علينا، ولم نستوعب أن مواهب كرة القدم لم تعد كالسابق، وأصبحت أعتى الفرق تعاني من تراجع مستوياتها.
عندما نعود بالذاكرة إلى عام 2007 وفي هذا العام تحديدا أتذكر مباراة منتخبنا مع منتخب لبنان الشقيق، واستطعنا الفوز بهدفين مقابل هدف، وكانت هذه المباراة سبب إقالة مدرب منتخبنا البرازيلي «انجوس» الذي قاد الأخضر قبل التصفيات بالوصول إلى نهائي كأس آسيا، والغريب هنا أننا توقعنا أن منتخبنا لم يكن جيدا بسبب هذه النتيجة؛ لأننا اعتدنا الفوز بنتيجة ثقيلة، ولكن للأسف لم نفكر للحظة بأننا كما نعمل لتطوير منتخبنا. هناك دول أخرى تعمل لرفع مستوى منتخباتها ولم تعد هذه المنتخبات كما تعودنا عليها.
يبدو أن الفايروس الذي أصابنا في إقالة أنجوس قد انتقل إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية، والمدهش أننا ربما لن نشاهد في نهائيات كأس العالم القادمة إيطاليا وهي أحد أبطال هذه البطولة، ويبدو أن الأرجنتين كذلك ستفقد فرصة التأهل وما يدور ويتم تناقله من حديث حول عبقري كرة القدم «ميسى» وتراجع مستوى منتخب الأرجنتين والمقارنة بينه وبين الأسطورة مارادونا دليل واضح على أن كرة القدم لم تعد كسابق عهدها.
عندما تصل كرة القدم إلى مرحلة تجعلنا نفقد المتعة البرازيلية والمواهب التي أبهرت العالم بها، ما الذي نتوقعه من المنتخبات الأخرى؟، حتما علينا أن نقتنع أن هناك خللا ما أصاب كرة القدم.
في السابق، يغيب نجم ويظهر نجم، أما اليوم لم تعد الملاعب تلد لنا مواهب ولم تعد طموحا وهدفا للجيل الشاب ليس في المملكة فحسب، إنما في العالم أجمع. لم تعد ممارسة كرة القدم وحب اللعبة أولويات الجيل الحالي، بل اختلفت، وأصبحت هناك اهتمامات أكبر لدى الشباب من كرة القدم.
جل هم الاتحادات كيف تجعل الدوري المحلي يحقق أكبر نسبة مشاهدة وأكثر دخلا ماليا بدون الاهتمام بالقيمة الفنية للدوري، القوة المالية والتسويقية للدوري الإنجليزي لم تصنع منتخبا ينافس لا في أوروبا ولا في كأس العالم. وأتوقع أن نشاهد تراجعا أكبر في مستويات المنتخبات في نهائيات كأس العالم القادمة في روسيا.
إن لم يكن لديك دياز فمن أين لك أن تأتي بدياز آخر؟
شكرا دياز فقد أعدت لنا «سالم».
مباراة المنتخب السعودي ومنتخب جامايكا شهدت متعة كروية وأداء رائعا للكابتن سالم الدوسري، والذي استطاع الفترة الماضية من خلال العمل الدؤوب والتمارين الانفرادية التي ركز عليها الأرجنتيني دياز أن يطور من إمكانياته ويحول اللعب الفردي إلى متعة كروية اسمها سالم.
على المحبة نلتقي...
