تاريخ الأوطان يحسب بعدد الإنجازات المحققة وصناعة القادة المؤثرين عبر تاريخه، ويعتبر الأفراد المطورون بشكل إيجابي في مجتمعاتهم عجلة تنمية وركيزة أساسية للتطور، هم أيضا من يفخر بهم الوطن من خلال ما يحققون من تراكم في نجاحاتهم التي دائماً ما تؤثر في مسيرة وتاريخ القطاع الذي يبدعون من خلاله سواء كان علميا أو اجتماعيا أو رياضيا أو في أي مجال، حتى يصبح هذا الشخص أو ذاك رمزاً وطنيا يُفتخر به ونموذجا مشرفا راسخا في الأذهان يُحتذى به جيلا بعد جيل.
كفئة مهتمة بالجانب الرياضي وعندما نسترجع ونتحدث عن الرموز الرياضية في المملكة التي عاصرناها، يأتي في أول الصفوف الرمز الوطني الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله الذي عشق العمل الرياضي من خلال تبنيه لناد كبير وعريق مثل النادي الأهلي، كما له من الإسهامات الكثير في رياضة الوطن. لم يكن الرمز خالد بن عبدالله عاشقا عاديا أو أتى للرياضة لتحقيق مصالح وقتية أو شخصية، بل كانت له نظرة أعمق، وفعلا ترك بصمة خالدة من خلال صرح رياضي وطني بامتياز، وحقق ما أراد من خلال ناد يملك كافة مقومات النادي النموذجي، ولم يقتصر اهتمامه -كما يفعل الكثيرون- بكرة القدم فقط، حيث أسس واحدة من أفضل الأكاديميات في كرة اليد وتخرج منها العديد من النجوم الذين خدموا المنتخبات الوطنية، وجعل النادي يحتكر كل البطولات في كرة اليد محلياً وخليجياً وعربياً، كذلك فعل مع كرة الطائرة التي تربعت على عرش البطولات طويلاً في وقت كانت الألعاب المختلفة مهملة في العديد من الأندية، كان العشق الذي لا يرضى إلا بالتميز لكل ما هو أخضر وفعل ما أراد بكل تمكن، كيف لا وهو خالد العاشق للأهلي بكل تفاصيله. الرمز أعلن قبل أيام ابتعاده عن الرياضة بكل أشكالها، وقد ذكر البيان عدة أسباب لهذا القرار، وبغض النظر عن قناعتي الشخصية بمبررات الابتعاد، إلا أن ما صنعه خالد بن عبدالله في النادي الأهلي يطمئن عشاق هذا النادي الكبير، بدءا من العمل المؤسساتي المنظم والمتقن إلى عقود الرعاية المميزة التي تضمن استقرار الوضع حتى في حال ابتعاده.
ابتعاد الرمز خالد بن عبدالله خسارة كبيرة للرياضة السعودية في وقت نحن بحاجة لكل الرموز الكبار؛ للاستفادة من تراكم الخبرات والحكمة التي يمتلكونها، وكيف إذا كان هذا الرمز بحجم من دفع المليارات من حر ماله فقط لتطوير وتميز شباب الوطن.
خالد بن عبدالله ابتعادك خسارة....
