أخيرا ابتسم الحظ، بعد ثلاثة عقود من الزمن، وتجاوز منتخب مصر عقبة السنين ببلوغه مونديال روسيا 2018، نبارك للأشقاء هذا الإنجاز الكبير الذي غاب كثيرا عن خارطة الكرة المصرية منذ هدف (مجدي عبدالغني) أمام منتخب هولندا في كأس العالم 1990 وبعد أن هم المتألق (صلاح) واتى بالأفراح، هكذا هو اللاعب الكبير بقدرته ومـهـــارته يصنـــع الفــــرق، يأتي لك بالخــــبر الــســار في أصعب مسار.
إن مفهوم الإبداع هو حينما يأتي انتصارك تاريخيا بقيمة كبيرة، ويكون الحدث فيه مدهشا ومفرحا، وأن تصل لهدفك بعد فترة طويلة من الزمن، ولا ريب أن عملية الإدراك وسد الثغرات بالعناصر الفعالة اعادت صياغة الفريق، فمنذ بدء التصفيات والملامح تشير على أرض الميدان في كل نزال للأبطال أن هناك عملا فنيا متطورا بقيادة المدير الفني السيد (هيكتور كوبر) الذي اجاد توليفة إيجابية، ولروسيا ذهبت بسيمفونية بيتهوفن العالمية.
روح التفاؤل وسعة الأفق صنعت من اللاعبين القدرة على الإبداع، والمحاولة مرارا وتكرارا حتى استدلوا الطريق إلى موسكو، ويا لحسن الحظ والنوايا الطيبة، أن التأهل اتى تزامنا مع انتصارات أكتوبر، هي بالفعل ومضة فرح كانت تحتاجها مصر الحبيبة.
فهنيئا من القلب للشعب المصري الحبيب هذا المنجز العظيم بعد الثبات في السلوك والاتساق، والصبر على الواقع والمتغيرات، بسمة النفس الطويل، هو واقع لا يجيد تعايشه سوى أبناء النيل.
