يدرك النظام القطري، بعد فشله الذريع في فك أزمته العالقة عن طريق التدويل والاعلام، أن بوابة الرياض هي المدخل الطبيعي والوحيد للتسوية، غير أن المكابرة والتعنت ما زالا يلازمانه كظله، رغم علمه يقينا أن الأزمة ليست مفتعلة في أساسها وإنما هي مرتبطة جذريا بدعم الدوحة للارهاب بمختلف أشكال الدعم وسبله السياسية والمادية والاعلامية، وهو ارتباط لم يعد خافيا على أحد.
وتخطئ الدوحة في تقدير حساباتها إن ظنت أن بامكانها الخروج من أزمتها عن طريق ممارسة سياساتها ومراوغاتها المكشوفة ذات الطابع الازدواجي في التعامل، فما عادت ألاعيب تلك الممارسة تنطلي على أحد، ولا مناص من تغيير التوجه نحو التوقف الكامل عن دعم الإرهاب بدلا من تلك الممارسة التي لن تجدي نفعا لفك العزلة المضروبة حول الدوحة من سائر دول العالم في الشرق والغرب.
الأزمة غير مفتعلة من الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب وغيرها من الدول، بل هي مرتبطة بترسيخ الدوحة سياستها الخاطئة بدعم التطرف والارهاب والطعن في الظهر منذ عام 1995، وقد نفد صبر الدول الأربع وبقية دول العالم على الممارسات القطرية، وكان لا بد من وقفة حازمة للدفاع عن أمن واستقرار وسيادة كافة الدول المكافحة لظاهرة الارهاب تحول دون استمرارية تلك الممارسات والألاعيب.
لقد تبين للنظام القطري أن المملكة ماضية قدما مع أشقائها وأصدقائها لمكافحة الارهاب والانتصار عليه وأنها مستمرة لمواجهة التحديات الاقليمية وإنفاذ خططها التنموية وفقا لرؤيتها الاقتصادية الطموح غير عابئة بما يحاك ضدها من دسائس يروج لها الاعلام القطري وأدواته الضالة، فمكافحة تلك الظاهرة الشريرة مسؤولية جماعية لا فردية ويهم المملكة التعاون مع سائر دول العالم لتحجيمها والخلاص منها.
الاجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي اتخذتها المملكة مع بقية الدول المؤيدة لخطواتها المشروعة ضد قطر إجراءات عقلانية ومنطقية تستند الى حقائق مشهودة بدعم الدوحة للارهاب.
ليس أمام الدوحة حل للخروج من أزمتها الا بالعودة الى محيطها الخليجي والعربي وبالتوقف نهائيا عن دعم الجماعات الارهابية ودعم إرهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني الدموي والكف عن ايواء الرموز الارهابية في قطر الذين يشكلون خطرا داهما.
المملكة ترحب بتسوية الأزمة داخل البيت الخليجي لا خارجه، والفرصة سانحة أمام النظام القطري للعودة الى جادة الصواب والتخلي عن مواقفه العدوانية ضد الدول الداعية لمكافحة الارهاب ودول العالم بتخليه نهائيا عن معاضدة الارهابيين وتمرير أنشطتهم الشريرة ضد الدول المسالمة، وسياسة الاستقواء وتدويل الأزمة سياسة خاطئة ولن تنقذ الدوحة من العزلة المضروبة حولها بل سيزداد الوضع تفاقما اذا استمر النظام في ممارسة سياساته الخاطئة الحالية.