تشهد كرة القدم السعودية هذه الأيام حراكا غير مسبوق يهدف إلى التصحيح والتطوير في نفس الوقت، هذا الحراك الذي حرك المياه الراكدة في الوسط الرياضي، وفتح آفاقا نحو مستقبل مشرق، تتبناه الهيئة العامة للرياضة بقيادة تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة، الذي أصدر عدة قرارات خلال الفترة الماضية لقيت أصداء واسعة، مرحبة بهذا المشروع الكبير الذي سيعيد رياضتنا بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص للمسار الصحيح. وكان آخر هذه القرارات التصحيحية، التي تدعم خطة الاتحاد السعودي لكرة القدم نحو مستقبل أفضل، تأسيس أكاديمية متخصصة في مركز حراسة المرمى، لتطوير اللاعبين وبنائهم بناء مناسبا يتوافق مع أحدث الأساليب. ونظرا للرغبة في صناعة جيل رياضي متفوق، وقّع آل الشيخ عقدا مع الحارس الألماني السابق أوليفر كان، يتولى بموجبه الإشراف والإدارة على هذه الأكاديمية التي تحمل اسم الحارس العملاق وستكون متاحة لكل المستفيدين والراغبين من مختلف أنحاء العالم. وإضافة إلى الأكاديمية التي سيكون مقرها الرياض، فإن الحارس الألماني الذي أعلن اعتزاله عام 2008 بعد أن توج بالعديد من الألقاب مع منتخب المانشافت وفريقه البافاري، سيقوم بتقديم برامج تدريبية إضافية لحراس المنتخب السعودي الأول المشارك في كأس العالم بروسيا، إلى جانب حصص تدريبية للموهوبين من مواليد المملكة، الذين وقع عليهم اختيار لجنة استقطاب المواليد في هذا المركز، وستكون هناك جائزة سنوية لأفضل حارس في الدوري تحمل مسمى جائزة أوليفر كان.
وتأتي هذه الخطوة المميزة بهدف رفع مستوى قدرة وكفاءة حراس المرمى في الكرة السعودية، خصوصا أن هذا المركز شهد تراجعا كبيرا في السنوات الماضية، مما حدا باتحاد كرة القدم إلى اتخاذ قرار غير مسبوق مطلع هذا الموسم، سمح من خلاله لأندية دوري المحترفين بالتعاقد مع حراس مرمى أجانب، ولكن هذا القرار ربما يتم إلغاؤه في الفترة المقبلة، لا سيما إذا ما شهد مستوى حراس المرمى السعوديين والمواليد ارتفاعا من خلال هذا المشروع الكبير، الذي يشرف عليه أحد أفضل الحراس على مستوى العالم.
