هناك العديد ممن يطلقون على أنفسهم شعراء، وهم أبعد عن ذلك بكثير، ولو تتبعنا المسيرة القصيرة لهؤلاء لوجدنا أنهم هم الذين أفقدوا الشعر قيمته ومكانته الجميلة التي عُرف بها منذ الأزل..
ولا يخفى على أحد ظهور هذه الأعداد المهولة التي ابتليت بها الساحة الشعبية في الفترة الحالية من الذين أفرزتهم لنا بعض المسابقات الشعرية، وهناك فئة أخرى كان ولوجهم الى الساحة عبر طريقة التسوّل وحب الخشوم وهذه النماذج المذكورة أدى تواجدها إلى تشويه الصور الزاهية والقيم الشعرية النبيلة التي رسمت في ذهنية المتابع.
جمعني لقاء عابر مع أحد الشعراء الكبار ودار بيننا نقاش حول هذه الظاهرة السلبية التي كان لها تأثير واضح في الانحدار بمستوى الشعر وأبعاده عن الوهج الذي كان يتميّز به سابقًا ولمست في حديثه معي عدم رضاه عن كل ما يتم طرحه من قبل هذه الاسماء التي في نظره لا تمت للشعر بصلة مع تأكيده أن كل أطروحاتهم مبنية على التكرار في صياغة المفردات المطروقة سلفًا والتركيب اللغوي الفارغ من المضمون بعيدًا عن جودة الكلمة وقوة تركيبها وأنه ليس باستطاعة هؤلاء خلق أفكار جديدة تعنى بواقعهم وأن كل الذي باتوا يقدمونه للساحة عبارة عن حضور عبثي لا قيمة أدبية له أضحت صورته تتجلى أمام العيان وأن هذا الأمر شكّل لدى الشعراء الحقيقيين نوعًا من الإحباط خصوصًا عند ما نلتقي البعض منهم في مناسبات ربما يكون حضورهم فيها بدون دعوة، وإنما أتى بطريقة انتهازية عبر وسيط أو سمسار.
من نبضي اللي رحل يا خافقي وأنت تغليه
منت أول مفارق ولا هي غريبه
باكر ليا ضاقت بروحه لياليه
تحده ظروف الحياة وتجيبه
