بعد مقال الأمس حول ضرورة الفحص المبكر لسرطان الثدي «الشرقية وردية»، هاتفتني الدكتورة فاطمة الملحم، رئيس الحملة الإقليمية في المنطقة الشرقية والتي تشارك بها جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل. وقبل التطرق لما قالته تعقيباً على ما أشرت إليه في مقالي، أعترف وبكل أسف بأنني كنت أرى الصورة وردية، قبل أن أكتشف أن أحلامي هي الوردية، وأن الواقع هو كحلي نوعا ما. والسبب أن وعي النساء، وهن المعنيات، ضعيف إن لم يكن معدوما، وأن تفاعل رجال الأعمال، وإن كان محل تقدير واحترام، إلا أنه ليس بالشكل الذي نتمناه تجاه هذه الحملات المتميزة، مستثنيا ما يقوم به بعضهم، وخاصة رائد العمل الخيري والتطوعي الأستاذ عبدالعزيز التركي، من عمل وجهد يستحقان الثناء، ناهيكم عن تواضع إمكانيات مراكز أبحاث الجامعات، وكل هذا وذاك أبعد ما يكون عن اللون الوردي.
تقول الدكتورة فاطمة: إن النساء العربيات بشكل عام والسعوديات بشكل خاص لا يملكن الوعي الكافي لمعرفة أهمية حملات الكشف المبكر. ففي الوقت الذي تصل فيه نسبة النساء اللاتي يقبلن على الكشف المبكر في أمريكا وأوروبا ما بين 60 إلى 70%، نجدها لا تتعدى في الوطن العربي نسبة 20% فقط، وتقل في المملكة لما يقارب 14%. وتضيف: إن نسبة سرطان الثدي تشكل 30% من مجموع السرطانات، وإن المنطقة الشرقية تعد الأعلى نسبة في الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 41 حالة لكل مائة ألف، وأن أقرب منطقة لها هي الرياض بنسبة 29.3 لكل مائة ألف. ومن هنا يبدو الفارق شاسعاً.
في الفيلم الترويجي للحملة الإقليمية لمكافحة سرطان الثدي، شدتني عبارة «الكشف المبكر قرار لا خيار»، وعندما سألتها لماذا اختارت هذه العبارة، أجابتني: إنها وبعد هذه السنوات الطويلة من العمل في هذه الحملات وصلت لقناعة بأن السعوديات لن يذهبن للفحص المبكر بخيارهن، ولهذا فهي تدعو لأن يكون الكشف ملزماً لكل امرأة سعودية، ما دام التثقيف والتخويف لم يعودا مجديين. وإني لأضم صوتي لصوتها، وأزيد عليه مطالباً بإيقاف خدمات كل امرأة ترفض الخضوع للكشف المبكر.
قبل إغلاق هذا الملف، أتمنى من القائمين على كل تلك الحملات ألا تخلو حملاتهم السنوية من قوائم بمن تشجعن وقمن بالفحص؛ لتتم متابعة حالاتهن في السنة التالية. ولكم تحياتي.