في الأسابيع القليلة الماضية طفت على السطح أحداث عالمية فيما يخص علوم الفضاء. أولها انتهاء مهمة مركبة «كاسيني» بعد رحلة قطعت خلالها بلايين الكيلومترات واستمرت 20 عاما لدراسة كوكب «زحل». واختيار وكالة ناسا لعلوم الفضاء 12 مرشحا محتملين ليكونوا رواد فضاء. وإعلان أستراليا إنشاء وكالة فضاء خاصة بها وغيرها من المشاريع التي تخص وكالات الفضاء الدولية.
وفي هذه الأيام يتحدث الكثير من المهتمين بعلوم الفضاء عن شكوكهم في قدرة بعض المستثمرين من أصحاب البلايين لوضع طموحاتهم على أرض الواقع. ومن هؤلاء أربعة ممن توقعوا مستقبلا زاهرا للشركات الخاصة لجعل السفر إلى الفضاء أمرا متاحا لعموم الناس. ومن أهم وأشهر هذه الأسماء هو (ألون مسك صاحب مشروع سبيس إكس) و(ريتشارد برونسون مؤسس مجموعة فيرجن) و(جيف بيزوس مؤسس أمازون) و(بول ألين أحد مؤسسي مايكروسوفت).
ولكن ورغم الأموال الطائلة التي تم إنفاقها وتعاون وكالة ناسا معهم إلا أن النجاحات لا تتماشى مع ما تم طرحه فيما عدا نجاح استرجاع صاروخ بطريقة عمودية أو بعض العقود مع وكالة ناسا لإيصال المواد لمحطة الفضاء الدولية. ولكن هذا لم يجعل السفر للفضاء الخارجي ممكنا في المستقبل المنظور خاصة أن بعض البرامج الخاصة بعلوم الفضاء أعطاها الكونغرس الأمريكي فرصة عدة سنوات فقط لكي لا تتدخل وكالة الطيران الفيدرالية في عوامل السلامة أثناء فترة التجارب ولهذا من المتوقع أن يتم إيقاف الكثير من التجارب التي قد تعرض الإنسان للخطر.
وبالرغم من عدم تحقق الطموح المطلوب من بعض المستثمرين، إلا أن أحد ما كان يطمح له أحد المستثمرين في صناعة السياحة إلى الفضاء الخارجي هو مركبة تقلع إلى ارتفاع 110 كيلومترات وهو ارتفاع تنعدم فيه الجاذبية، وقانونيا يطلق على من وصل لهذا الارتفاع مسمى رائد فضاء، ويتم المكوث في وضع انعدام الجاذبية لمدة حوالي خمس دقائق بعدها يتم الرجوع إلى الأرض بتكلفة تصل إلى 200 ألف ريال لكل دقيقة.
أما بخصوص ما يتم تداوله حول قيام شركة «سبيس إكس» ومديرها «ألون مسك» بصنع مركبات مسافرين تطير بسرعة (27000 كم/ساعة) والسفر من لندن إلى دبي في 29 دقيقة فهو أمر لا يزال في طور الخيال العلمي. أما إمكانية أي مستثمر لتطوير مركبة تحلق في المدار الأرضي المنخفض فهذا يحتاج لسنوات طويلة وبلايين من الاستثمار.