هل مديرونا قادرون على مواجهة الأزمات التي تمر بها مؤسساتهم؟!
سؤال يجب أن يُطرح ويناقش فلا تكاد توجد مؤسسة إلا وتمر بأزمة، سواء أكانت هذه الأزمة نقصاً في الموارد المالية أم البشرية أم غير ذلك.
بل إنه كلما زادت الطموحات زادت التحديات والأزمات.
الواقع يجيب عن هذا السؤال بما لا نود سماعه مع شديد الأسف، ففي بداية كل عام نرى تخبطات متكررة تدلل على غياب التخطيط المسبق، وفي نهاية كل سنة مالية لا تكاد الشكاوى تتوقف عن عجز البنود التي صرفت بلا تدبير في بداية السنة، مع ما يصحب ذلك من تضحيات مؤلمة بالجادين المخلصين الذين يتحملون وحدهم ما تسبب فيه غيرهم! وغياب روح التجديد والإبداع في ظل التيه وسيطرة سياسة ردّات الأفعال.
يعرف علماء الإدارة الأزمة بأنها خلل مفاجئ نتيجة لأوضاع غير مستقرة يترتب عليها تطورات غير متوقعة، ولن يعالج هذا الخلل بعد توفيق الله، إلا قائد قادر على إدارة الأزمات واتخاذ القرار المناسب الذي هو قلب العملية الإدارية، فلا إدارة بلا قرار، ووقت الرخاء الكل من الممكن أن يكون قائداً، ولكن وقت الشدائد والأزمات يُعرف من يقود ممن يُقاد! وبناء مؤسسي مسبق، يدفع الجميع للعمل من أجل مؤسستهم في وقت أزمتها، أما الفردية والنظر إلى المؤسسة على أنها مؤسسة خاصة، فإنه يجعل الموظف يتعامل مع الأزمة على أنها أزمة خاصة بالمدير وعليه أن يتحمل ما جنته سياساته!
وغياب خطة واقعية، بسيناريوهات مرسومة، يصنع الأزمات ولا يحلها في أغلب الأحيان!
لقد درسنا في كتاب المطالعة قديماً، قصة الصرصور والنملة، عندما استغلت النملة فصل الصيف بالعمل الجاد على جمع الحبوب وتخزينها استعداداً لمواجهة أزمة برودة الشتاء، بينما كان الصرصور مشغولاً بالرقص والتصفير طوال ليالي الصيف! وعندما حل فصل الشتاء واجهت النملة الأزمة بما قدمته، بينما واجه الصرصور برد الشتاء بالبكاء والتذلل للنملة، مع إلقاء اللوم على غيره!