ثمة فئة في المجتمع تزل بهم الأقدام، وتكبو بهم العثرات، وإذا بهم في طريق المفسدة يوغلون، وفي درب الخطأ يسيرون، ثم تقودهم الظروف نحو نهاية مأساوية، يتضررون منها وتتضرر منها أسرهم، فعندما يفسد عضو في الأسرة فإن الضرر لا يقتصر عليه، بل يطال أقرب الناس إليه، وكم أسرة تفككت نتيجة انحراف عائلها، وكم عائلة ضاعت بخطيئة كبيرها، فالخطيئة تقود إلى السجن، والسجن يقود إلى الانحراف وفقد الوظيفة، أي فقد مصدر الرزق، لذلك فإن أي جهد لحماية الإنسان من تبعات سلوكه غير السوي هو جهد مثمر، يترتب عليه الأجر لمن سعى فيه، والصلاح لمن استفاد منه، والتواصي بالحق والصبر. والتواصي بالصبر والمرحمة، منهج إسلامي سليم، وأسلوب إصلاحي قويم.. إنه احدى وسائل الإصلاح، بإعادة المخطئ إلى جادة الصواب، بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا ما تقوم به لجنة «تواصي» التي تكونت في إطار توجيهات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، بالعناية بأرباب السوابق، وجاءت موافقة سمو أمير المنطقة الشرقية على تكوين لجنة «تواصي» برئاسة الشيخ القاضي عبلان الدوسري، لتضع أسس العمل لمساعدة المحكومين على تجاوز مآسيهم، ليعودوا أعضاء نافعين لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم، وقد تمكنت هذه اللجنة من تقويم مسار عدد كبير من أفراد هذه الفئة، فعادوا إلى طريق الصواب، فرحين وممتنين لما آلت إليه حالهم من اليقين بعد اليأس، ومن السعادة بعد الشقاء، فانفتحت أمامهم أبواب الأمل بعد أن ظنوا أنها لن تفتح.
لجنة «تواصي» برئاسة الشيخ عيلان الدوسري تجربة فريدة يجب أن تدعم بكل الوسائل، وأن تعمم في كل مناطق المملكة، لضمان استقامة المنحرفين، وصلاحهم بمشيئة الله، ثم بجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن، الذين آلوا على أنفسهم بذل أي جهد من شأنه خدمة المواطن، وقد تعددت أعمال هذه اللجنة لتشمل مختلف الفئات العمرية، وبوسائل مختلفة، ذات أهداف سامية، ومن خلال الشراكة مع الجهات الرسمية المعنية، يمكن لهذه اللجنة أن تحقق المزيد من الإنجازات، بعد أن حققت في هذا المجال النجاح تلو النجاح وفي حالات كثيرة، ربما وصل أصحابها إلى حافة اليأس، فتمكنت لجنة «تواصي» من إنقاذهم منها ولله الحمد والمنة، كما أن الدعم المعنوي من أجهزة الإعلام المختلفة، والدعم المادي من الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية، سيمكن هذه اللجنة من تحقيق المزيد من الأعمال التي تقوم بها لخدمة من يحتاج إلى خدماتها.
جزى الله العاملين عليها كل خير، ووفقهم إلى المزيد من العمل لإعادة من زلت أقدامهم، إلى طريق الصواب والهداية والعمل الشريف، وما أحوج الوطن لكل عمل خيّر يستهدف المصلحة العامة، و(تحقيق تطلعات القيادة الحكيمة في الإصلاح) ليكون المواطن الصالح هو أداة البناء في مسيرتنا التنموية الشاملة.