قبل أيام فقد الوسط الثقافي والأدبي أحد أعلامه في المملكة، وفاة عمي ووالدي حسن السبع جاءت مباغتة ولم يمهلنا الموت الفرصة للاستزادة من علمه ووصاياه، ولكن هذا الشامخ ترك فينا قيما نتوارثها من جيل إلى جيل، زرع فينا خصالا قلما تمسك بها أناس لسنوات طويلة، لم يقبل قط المساومة في حبه لوطنه من خلال حصره في الشعارات بل جسده في أخلاقه وتعامله وابتسامته التي لم تفارق محياه ابدا، كان يرفض التعصب والتحيّز وآمن بالاختلاف كجزء من طبيعة الانسان، إنسانيته كانت تظهر بشكل تلقائي في أسلوبه وكلماته المنتقاة وصوته الهادئ يستمع ويستجيب للصغير والكبير وكان يستخدم أسلوب الاحتواء ويجتنب الاصطدام سعيا منه لتقريب وجهات النظر في جو مرن خال من التشنجات، فراقه كان موجعا وخسارتي كبيرة جدا فقدت أبًا للمرة الثانية.
* التغيير الحميد يرتكز النجاح على العديد من المقومات التي تضمن استمراره والتطوير فيه والمحافظة على ما تحقق ليس بالأمر السهل خاصة إذا كان هذا النجاح قد تحقق من خلال العديد من التضحيات والمرور بمحطات صعبة في مشوار تحقيقه. دائما ما تسعى القيادة إلى تلمس نقاط الضعف في المنظومة التي تكون تحت إدارتها وتسعى إلى تغيير ما يلزم للمحافظة على هذا النجاح. من هنا أتى التغيير من قبل القيادة في الرياضة السعودية فالمرحلة التي نحن فيها الآن تتطلب وجود أسماء ووجوه جديدة تتماشى مع السياسة المرسومة والتي من خلالها يتأمل القائمون على الرياضة السعودية أن تؤتى ثمارها.
التغيير وهو سنة الحياة لا يمكن أن يجمع عليه الجميع وهذا شيء جميل ففي اختلاف الآراء علاج للعديد من السلبيات وإظهار أخرى ليتسنى إيجاد حلول لها وتغيير ما يمكن تغييره مما يثبت أن دورة التغيير مستمرة وهو أمر طبيعي جدا، ولكن ما تمت ملاحظته أن الاعتراض كان فقط لأن من تم تغييره من هذا اللون أو ذاك أو لمجرد أهواء شخصية لتحقيق مكاسب وقتية ومصالح شخصية ضيقة على حساب مصلحة الوطن وهذا شيء غير مقبول. ثقتنا في القيادة الرياضية يجب ألا تكون منتقاة حسب مقاساتنا أو حسب أنديتنا التي نميل لها.
الدعم الكامل الخالص للوطن واجب الجميع ودون مبررات والتي لا تصل بنا سوى إلى التشتت وتشتيت القيادة الرياضية عما هو أهم وهو تطوير رياضة الوطن.
