كشفت فعاليات اليوم الوطني في جميع المناطق، بلا استثناء، فعالية هيئة الترفيه في صناعة فعاليات تحقق عدة أهداف في وقت واحد، ففي حالة اليوم الوطني أسهمت في تعزيز ثقافة الولاء والانتماء وكل القيم الوطنية الضرورية المطلوب إثراء الوجدان بها، خاصة لدى الناشئة والأجيال الشابة التي وجدت مساحة واسعة للتعرف على ملاحم وبطولات الأسلاف في بناء هذا الوطن الغالي تحت لواء الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه».
تلك قيمة معنوية وتعليمية وثقافية في نفس الوقت، قدمت محاضرات تطبيقية في التاريخ والتراث، بحيث تبقى في الذاكرة والوجدان، الى جانب الحضور الترفيهي والسياحي والحضاري الذي قدمنا للعالم كشعب صنع وطنا عملاقا، وكشف عن مدى فخرنا واعتزازنا بهويتنا وانتمائنا الوطني، أي مارسنا دبلوماسية شعبية في التواصل مع شعوب العالم من خلال تلك الفعاليات ومظاهر الفرح سواء داخل بلادنا أو خارجها من خلال المبتعثين والسفارات، وفي الداخل نقلنا صورة مباشرة للمقيمين عن اعتزازنا الوطني والمجد الذي وفقنا الله- سبحانه وتعالى- في بلوغه.
تلك مكاسب مهمة، جاءت من خلال المكسب الأبرز وهو هيئة الترفيه، التي قدمت نفسها في إطار تفعيل برامج الرؤية في تطوير صناعة الترفيه والارتقاء بها وتوظيفها في جميع المناسبات، وقد نجحت بتقدير امتياز في أداء دورها، ونتوقع أن تستمر في حصد مزيد من المكاسب خاصة في ظل التفاعل الكبير من المواطنين مع برامجها ومشروعاتها الترفيهية والإثرائية، الى جانب تكامل وتعاون مؤسسات وأجهزة الدولة مع فعالياتها، لتحدث بذلك نقلة نوعية مهمة في هذا الجانب تواكب متطلبات رؤية المملكة في محور مجتمع طموح.
الترفيه ليس مجرد برامج وفعاليات تسلية، وإنما هو صناعة تستهدف الوعي وتطوير الذات من خلال المعرفة المباشرة والترويح عن النفس وخلق المساحات للإبداع وإبراز القدرات ومشاركة المواهب مع أفراد المجتمع، وذلك ما وضح في كثير من الفعاليات التي وجد فيها الموهوبون والمبدعون ضالتهم لتقديم أنفسهم والتعبير عن إبداعهم واكتشاف القدرات وامتلاك الشجاعة في التعبير عما حباهم به الله، أي إيجاد فرصة للانطلاق وتفجير الطاقات، والتعبير عن الحدث أو الموضوع بما يتناسب، كما في اليوم الوطني برز الرسامون والفنانون والاستعراضيون والدراميون وغيرهم كثير ممن لديه موهبة اتجه بها الى التوافق مع موضوع الفعاليات وهو يوم الوطن فبرزت قيم الولاء والانتماء في أبهى صورها..
لذلك، كل التحية لهيئة الترفيه، التي ينتظرها الكثير في إبراز الذات الحضارية لمجتمعنا ووطننا، فدورها كبير ويستحق المساندة والدعم.