من خلال الفعاليات التي تمت صناعتها في احتفاليات اليوم الوطني، بجميع مناطق بلادنا الحبيبة، يمكن التأكيد على أن صناعة الترفيه يمكن أن تحقق قيمة مضافة كبيرة للغاية لصالح اقتصادنا الوطني، وأن تسهم في تحقيق عدة أهداف في وقت واحد، أولها: تعزيز القيم الوطنية والمجتمعية كما في حالة اليوم الوطني من خلال الرسائل المتعددة التي تخاطب المتلقين وتغرس مفاهيم ترسخ الوطنية ومعاني الولاء والانتماء لدى الأجيال الصغيرة تحديدا، وذلك بالاستفادة من برامج التعليم بالترفيه لسهولتها وقدرتها الفائقة على تحقيق المردود الفكري في عقول الناشئة. من المكاسب أيضا من واقع عضويتي بلجنة المناسبات في محافظة الجبيل، توسع فرص الاستثمار والتسويق للبرامج وخدمة مشروعاتنا التنموية في المجتمعات المحلية، ثقافيا وحضاريا وسياحيا وتراثيا، ولعلي في هذا السياق استشهد بتجربة محافظة الجبيل في تطوير صناعة الترفيه فيها، حيث تم توظيف موارد المحافظة بشكل مثالي للاحتفال باليوم الوطني وتوفير مساحة واسعة للزوار من المواطنين؛ للوقوف على تجربة بلادهم في الصعود والنمو وإعادة اكتشاف الحب الكبير للوطن في داخل كل سعودي لبلده، فضلا عن تعريف المقيمين بقيمة وأهمية بلادنا وكيف صنعت مجدها.
من خلال مجريات الفعاليات التي تم تنظيمها في محافظة الجبيل بمدينتي الجبيل والجبيل الصناعية أكاد أجزم بأن صناعة الترفيه تتجه لأن تكون قطاعا اقتصاديا متكاملا أسوة ببقية القطاعات الاقتصادية التقليدية بحيث تصبح رافدا للدخل الوطني تتحقق معه ميزة التنويع خاصة إذا ما تم وضع ذلك في منهج الرؤية الوطنية التي اعتنت بهذه الصناعة، وأوجدت لها هيئة الترفيه كمؤسسة حاضنة ومنطلقا لكل استثمارات صناعة الترفيه، وذلك بالتأكيد يتم بدعم وتعاون جميع المؤسسات والأجهزة والإدارات ذات الصلة، كل في اختصاصه وحسب دوره. نظمت محافظة الجبيل فعاليات نموذجية، تستحق الإشادة والتقدير، متوافقة تماما مع رؤية المملكة 2030 في تقديم صناعة ترفيه مثالية ترقى لأن تكون مصدرا ملهما للدخل، فضلا عن المكاسب التي أشرت لها سابقا في غرس قيم مهمة من خلال الترفيه تستهدف الوعي وإثراء الوجدان وترقية الفكر، وذلك أمر تم بتعاون وتكامل حقيقي بين عدة جهات، في مقدمتها إمارة المنطقة الشرقية من خلال الدعم المتواصل والرعاية الكريمة من سمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وهيئة الترفيه والهيئة الملكية من خلال كوادرها وتجهيزاتها لمثل هذه الفعاليات، ومحافظة الجبيل التي أشرف محافظها على تنظيم الفعاليات بصورة احترافية بجانب أعضاء لجنة المناسبات الذين بذلوا جهودا كبيرة في أعمال الإعداد والتنظيم، ويضاف إلى ذلك غرفة الشرقية وفرعها بالجبيل، والقطاعات العسكرية، وبلدية محافظة الجبيل، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص الذين تفاعلوا بصورة مدهشة مع تنظيم فعاليات تليق بالمناسبة وتؤسس لصناعة ترفيه مثالية. منحنا اليوم الوطني فرصة كبيرة لتطبيق رؤية 2030 في تنفيذ تفاصيل هذه الصناعة الواعدة، التي نتوقع مع جهود هيئة الترفيه أن تحتل موقعا متقدما في قائمة القطاعات الاقتصادية التي تدر دخلا مؤثرا في الناتج المحلي، ولنا أن نتخيل دور الترفيه في إثراء الوعي المعرفي والثقافي والحضاري ودعم الاقتصاد وذلك ما يجعل الترفيه قطاعا حيويا يعمل بمنهجية فاعلة وأكثر تأثيرا.
