من حق أي مشجع أن يتأثر عند الخسارة أو عندما يتعثر فريقه بالتعادل في مباراة يشعر من خلالها أن فريقه هو الأجدر بالفوز بها وأن التعادل في رأيه أشبه بالخسارة. ومن حقه أيضا أن يعتب وينتقد ومن حق المسؤولين احترام رأيه، حتى لو لم يتفقوا معه؛ لأنه بالنهاية مشجع عاشق ومحب ولم يتحدث إلا من واقع وألم في داخله. أتفهم ان هذا المشجع يتألم ويتأثر وقد يترك الكثير من أموره الخاصة المهمة ويؤجلها حتى يصل لملعب المباراة ويقف خلف فريقه ومن أبسط حقوقه يتمنى أن يقدم له الفريق ما يرضيه في ملعب المباراة. لكن يجب أن يعرف هذا المشجع الغيور، أنك كما تحب ناديك فالعاملون بالنادي أيضا يحبونه ويخسرون الوقت والمال والجهد ويتأثرون مثلك وأكثر عند الخسارة.
مدربو كرة القدم دائما ما نقول إن ما يقدمونه لفرقهم في أسبوع ما قبل المباراة من تدريبات وتجهيز هو أشبه (بالبروفات) ويوم المباراة هو بمثابة (العرض). الجمهور في النهاية لا يهمه ما يقدم من عمل قبل المباراة (البروفات)؛ لأنه يحضر ليرى (العرض) أي المباراة وعندما يشاهد إما ان تعجبه المباراة ويصفق لك أو يبدي استياءه لما قدمت. الجماهير بالنهاية هم نوعان.. الأول: ينتقد كمحب ومتيم ويريد أن تتم معالجه الأخطاء، والثاني: محب بخجل وينتقد بقصد الانتقاد فقط لحاجة في نفسه وهذا النوع غالبا لا يظهر إلا عند الخسارة. لا أحد يحرم المشجع من اختيار التشكيل والتغييرات، التي يراها مناسبة لفريقه في أي مباراة، ولكن يجب أن يعرف هذا المشجع انه ليس من حقه فرض هذا التشكيل أو التغييرات على أي مدرب. الأخطاء واردة في كرة القدم، والمدربون بشر ومعرضون لها، ولكن غالبا نظرتهم ورؤيتهم تختلف كليا عن الجمهور، فهم يشاهدون أشياء من زاوية أخرى أنتم قد لا ترونها وإن اختلفتم معهم. عندما تلعب كنادٍ دوري، فأنت معرض للتعثر، وهو أمر وارد، لكن الأهم بعد كل تعثر أن تعرف أخطاءك وتعالجها بشكل مثالي ولا تكررها وتنهض من جديد وتتقدم لتحقيق أهداف النادي. أخيرا... شجعوا أنديتكم وانتقدوا وهو أمر ليس معيبا.. لكن إطلاق الأحكام النهائية على أي فريق في البدايات أمر غير مقبول.
