أكد مختصون ومحللون ماليون أن المملكة باتت مثالا ناجحا في كافة الأصعدة الاقتصادية التي أثبتتها من خلال رؤيتها التنموية 2030 لتحقق أهدافها الاستراتيجية، مستعرضين أهم النجاحات الاقتصادية التي حققتها السعودية خلال 87 عاما من آمال وطموحات الأجداد لتستمر طموحات الأبناء في معانقة السماء، والسعي المستمر لتحقيق حياة اقتصادية كريمة للأجيال القادمة.
وأوضح المختصون خلال حديثهم في ندوة «اليوم» التي تم تنظيمها بمكتب جدة، أنه ومنذ تأسيس جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لهذه البلاد وضعت أقدامها في مصاف دول العالم المتقدمة بتوجه عالمي ورؤى ثاقبة من خلال هذه الوحدة الوطنية وتطوير القطاعات الاقتصادية للإسهام في تحقيق طموحات شعبه نحو الازدهار الاقتصادي للبلاد في مختلف المجالات، ثم توالى ذلك النمو والازدهار في عهود أبنائه البررة من بعده في ظل اهتمام القيادة المباركة بالقطاع الخاص وتهيئة كافة السبل التي تعين على تنميته ودعمه وتطويره.
وأشاروا الى أن المؤشرات الكلية الاقتصادية للمملكة تنامت بشكل متسارع خلال السنوات الماضية، وذلك يعتبر من أهم المحفزات الاقتصادية التي أسهمت في بناء اقتصاد المملكة والوصول الى مصاف الدول المتقدمة، وثبات مكانتها الاقتصادية في دول العشرين حيث شكل دخول المملكة إلى مجموعة العشرين التي تضم أقوى 20 اقتصادا حول العالم زيادة في الدور المؤثر الذي تقوم به المملكة في الاقتصاد العالمي، كونها بلدا قائما على قاعدة اقتصادية صناعية صلبة، وتتويجا لما تملكه المملكة العربية السعودية من إمكانات اقتصادية عالمية أنشأت العديد من المدن الاقتصادية، فيما كان لنجاح المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- في توجيه سياستها الاقتصادية ودعم الاقتصاد وقطاع الأعمال السعودي أبلغ الأثر في جعل بلادنا دولة فاعلة ومشاركة في رسم توجهات الاقتصاد الدولي، وقبلة آمنة للاستثمارات من مختلف دول العالم.
وبيّنوا أن المملكة تنظر الى مستقبل الاقتصاد برؤية واضحة وعصرية من أجل استكمال مسيرة النهضة الشاملة ورفاهية شعبها على أسس علمية وسليمة، لذلك جاءت رؤية 2030 لترسم خارطة طريق واضحة المعالم لمستقبل اقتصادي متميز يعتمد على تنويع مصادر الدخل وتوسيع القاعدة الاقتصادية دون الاعتماد على النفط فقط كعنصر رئيسي للدخل الوطني واقتصادها القومي، حيث حملت رؤية المملكة بين طياتها رؤية متكاملة العناصر والأهداف وأسس تحقيقها وبذلك تستمر المملكة في مواصلة مسيرة الاستقرار والنماء والانطلاق برؤية واضحة نحو المستقبل.
وأكد المختصون أن المملكة نجحت في تأسيس منظومة مالية متقدمة ومواكبة للتطورات العالمية من خلال هيئة سوق المال السعودي التي أطلقت مجموعة من التنظيمات ومنها فصل مركز الإيداع عن شركة تداول وتحويله إلى شركة مستقلة، تعديل المدة الزمنية لتسوية الصفقات، وتفعيل البيع على المكشوف المشروط باقتراض الأسهم، وإطلاق منتجات مالية متنوعة، وتطبيق معايير المحاسبة الدولية، وتعديل لائحة حوكمة الشركات.
##عون: 6 أهداف للغرف السعودية في رؤية 2030
أوضح عضو اللجنة التجارية بغرفة جدة حمزة عون، أن المملكة منذ تأسيسها تعمل على تنمية البيئة الاقتصادية وتعزيز الاستثمارات وخدمة المناطق، ومع إنشاء أول غرفة تجارية في عهد المؤسس بجدة أدخلت الكثير من التطورات الاقتصادية التي حدثت في دول العالم إلى المملكة، وأحدثت طفرة نمت من خلالها قطاعات الأعمال حتى وصلت اليوم إلى 28 غرفة تجارية في أنحاء المملكة، مبيناً أن صدور قرار من مجلس الغرف السعودية بإنشاء مكتب تحقيق رؤية المملكة 2030 ليكون دعامة مهمة لرفع مساهمة القطاع الخاص في تحقيق 6 أهداف رئيسة هو العمل على رفع مساهمة القطاع الخاص، ورصد ودراسة المعوقات التي تواجه القطاع الخاص، وتعريف القطاع الخاص بمبادرات القطاع الحكومي في إطار برامج تحقيق الرؤية، ومتابعة وتحسين مبادرات المجلس والغرف التجارية والصناعية المرتبطة برؤية، توفير المعلومات للقطاع الخاص حول الفرص الاستثمارية الواعدة، العمل كممثل للقطاع الخاص ضمن المنظومة الوطنية لمكاتب تحقيق الرؤية بالجهات الحكومية، وأخيراً توعية القطاع الخاص بالتطورات والمستجدات المرتبطة بتحقيق الرؤية.
وقال عون إن المؤشرات الكلية الاقتصادية للمملكة تنامت بشكل متسارع خلال السنوات الماضية، وهذا يعد أهم المحفزات الاقتصادية، التي اسهمت في بناء اقتصاد بلادنا والوصول الى مصاف الدول وثبات مكانتها الاقتصادية في دول العشرين.
## القرا: ثقة عالية في السوق السعودي
أوضح المحلل المالي ماهر القرا، أن المملكة حققت إنجازات مهمة في المجال المالي، الذي تطور منذ إنشاء هيئة سوق المال في عام 1424، كما تم في هذا العام إنشاء السوق الموازي، الذي يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لدخولها في سوق الأسهم، ومن القفزات النوعية للسوق المالي السعودي إطلاقها لصناديق الريت، مبيناً أن سوق المال ضمن خططه المستقبلية السعي لتصدر أسواق المال في الدول الناشئة.
وأكد القرا أن النجاح الذي حققه إدارة مكتب الدين العام في إصداراته الثلاثة من الصكوك الحكومية المقومة بالريال، حيث بلغ المجموع الكلي لطلبات الاكتتاب في الإصدارات الثلاثة نحو 113 مليار ريال بمتوسط تغطية نسبته 315%.ة عالية في السوق السعودي
##العطاس: إستراتيجيات التعدين تؤمن الاحتياطيات المعدنية
أكد مستشار هندسة التعدين في هيئة المساحة الجيولوجية م. أحمد العطاس، أن إنشاء هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وربطها بوزارة البترول والثروة المعدنية، أسهم في تحقيق الرؤى والتطلعات الإستراتيجية، التي أنشئت الهيئة من أجلها، ومن هذا المنطلق أسهم البحث والتنقيب عن الذهب في المملكة في اكتشاف مئات المواقع التعدينية القديمة، التي يعود بعضها إلى خمسة آلاف سنة، وفي آخر الدراسات تم اكتشاف 800 موقع للذهب في المملكة، مبينا أن المملكة تنتج من خلال خمسة مناجم تملكها شركة معادن نحو أربعة أطنان من الذهب، بالرغم من وجود موارد تقدر بـ 20 مليون طن من الذهب والمعادن النفيسة. وقال العطاس، إن المملكة حددت رؤيتها التنموية 2030 في قطاع التعدين بثلاثة أهداف لزيادة مساهمته في الاقتصاد تتمثل في رفع مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي إلى 97 مليارا، وزيادة عدد فرص العمل في قطاع التعدين إلى 90 ألف فرصة عمل بحلول العام 2020، وبالإرادة الصادقة سيتطور هذا القطاع لتزيد مساهمته في الاقتصاد الوطني من 64 مليار ريال حاليا إلى 97 مليار ريال في 2020 وصولا إلى 260 مليار ريال بحلول 2030.
##فرج: رؤية المملكة أثبتت مثالية التخطيط الإستراتيجي
قال الاستشاري في إدارة المشاريع الاقتصادية صالح فرج، إن كثيرا من التطورات المبنية حاليا هي ضمن رؤية 2030، التي تعتمد على أسس تخطيط إستراتيجي عالية جدا، وهي نموذج مثالي لأي مشروع تخطيط إستراتيجي، المعتمدة على أحدث التقنيات في التخطيط، ومرتكزات الرؤية قائمة على نوعية جديدة في التخطيط الإستراتيجي الدولي وهو الاعتماد على القدرات الأساسية ذات القيمة المضافة لاقتصاد البلد، واستخدام 12 برنامجا متنوعا بين التحول الوطني وبرامج خاصة بالإسكان وأخرى خاصة بالحجاج والمعتمرين، وآلية تنفيذ الرؤية عبر مكاتب تنفيذ للمشاريع وهي فكرة جديدة كليا لتطبيقها على التخطيط الإستراتيجي. وأضاف فرج، إن من أهم أساسيات الرؤية، عدم الاعتماد على النفط بصورة رئيسة، وهذا يقودنا للحديث عن أهم مبشرات نجاح الرؤية هو وصول الإيرادات غير النفطية العام الماضي إلى 163 مليار ريال، ويمثل بزيادة تصل إلى 20%، وفي 2020 ستصل الزيادة بنسبة 50%، إلى 2030 ستصل إلى 70%، والعام الماضي حققت الرؤية نجاحات بالأرقام، ولا بد أن تكون هناك الكثير من التحديات، التي تواجه أي رؤية شاملة، ولكن المملكة أثبتت نجاح هذه الإستراتيجية في تحقيق أهدافها.
##الخريف: معايير تشجع الاستثمار في القطاع الجوي
أكد المدير العام للعلاقات العامة والمتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني عبدالله الخريف، تحقيق المملكة نموا قياسيا في قطاع الطيران المدني، شمل تطورات كبيرة في مجالات نقل المسافرين والشحن الجوي وبناء المطارات وتجهيزاتها والملاحة والمراقبة الجوية، حيث تشرف الهيئة على مطارات المملكة التي يبلغ عددها 27 مطارا، تقدم خدمات السفر الجوي لمسافرين بلغ عددهم أكثر من 85 مليون مسافر خلال 2016. وبيّن الخريف أن الهيئة تسعى إلى تحقيق أجواء آمنة وفق أدق معايير السلامة العالمية، بالإضافة إلى تطوير النقل الجوي، وفق أحدث المعايير وتعزيز مكانة المملكة عالميا كجهة مؤثرة في صناعة الطيران المدني الدولي.
##العمودي: تطوير القضاء عزز الاستثمار بالمملكة
أشار المحامي بندر العمودي، إلى أن جهاز وزارة العدل من أهم الأجهزة الحكومية في الدولة، التي أخذت النصيب الأوفر من التطوير بحكم ارتباطها والتصاقها بالمواطنين، وخلال الفترة الماضية لم يكن هناك سوى المحاكم الشرعية هي التي تبت في كل القضايا والالتزامات، ومنذ تأسيس الملك عبدالعزيز سعى إلى تطوير دعائم العدل والقضاء استنادا إلى الشريعة الإسلامية، إلى أن وصل الوضع إلى ما هو عليه خلال 87 عاماً ماضية تحققت فيها المزيد من التطورات في النظام القضائي، مع تطور متسارع في نظام وآلية القضاء المحاسبي وتخصيص محاكم متنوعة ومتخصصة في مجالات عدة، بدلاً من محكمة واحدة تبت في كل القضايا الأمر الذي نراه اليوم ليشكل نقلة نوعية في تاريخ القضاء، خصوصاً بعد أن تمت مباشرة المحاكم التجارية دورها التجاري السعودي، مما يعزز ويرفع من بيئة الاقتصاد والاستثمار بالمملكة.
وأكد العمودي أن تحديثات النظام، التي نلمسها في كل الوزارات ساهمت في تطوير الانظمة وتسهيل الاجراءات في كل القطاعات بما يتفق مع الخطط المستقبلية وتطلعات الشعب بشكل عام، مبيناً أن تأهيل القضاة وتدريبهم على التخصصات في كل مجال دليل على تطور الاقتصاد لاستقبال أيضا القضايا التجارية للمستثمرين الراغبين في الاستثمار بالمملكة.
##ضيوف الندوة:
■ عبدالله الخريف
المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني
■ م. أحمد العطاس
مستشار هندسة التعدين بهيئة المساحة الجيولوجية
■ حمزة عون
عضو اللجنة التجارية في غرفة جدة
■ ماهر القرا
محلل مالي
■ بندر العمودي
محامٍ ومستشار قانوني بالقضايا الاقتصادية
■ صالح فرج
استشاري في إدارة المشاريع الاقتصاديةz