يأتي يومنا الوطني السابع والثمانون هذا العام في ظرف بالغ الحساسية والدقة، حيث يتكالب النابحون على بلادنا من المتربصين من أعداء الوطن، وممن يريدون النيل من الأمة، ويدركون أن هذه البلاد هي عماد البيت العربي والإسلامي، وحتى للأسف ممن قبلوا أن يكونوا مطية للعدو، من السادرين في غيّهم خلف أحلام الزعامة كما هي حكومة قطر، التي يرتفع صراخها تارة مما تسميه حصارا في وصفها لمقاطعة الدول الأربع حيث تحاول الظهور بمظهر المظلومية، فيما هي تكابر تارة أخرى بادعاء نمو اقتصادها، وارتفاع نسبة الإشغال في فنادقها، وعدم تأثرها بالمقاطعة، في الوقت الذي يتململ فيه شعبها الشقيق من تصرفات قيادته الطائشة، بما في ذلك أطراف اعتبارية من أبناء الأسرة الحاكمة.
وسط هذه الأجواء يحلّ علينا اليوم الوطني للمملكة مع استمرار بلادنا في رسالتها على كل الأصعدة، على صعيد تنمية البناء الداخلي، وعلى صعيد رسالتها الأخلاقية جهة أشقائها كنصرة الشرعية في اليمن، ومدّ اليد نحو العراق لاسترداده من التغول الإيراني، ودعم القضية السورية، ومحاربة الإرهاب، إلى غير ذلك من المسؤوليات الدولية على صعيد الاقتصاد أو السلم العالمي، حيث تستمر المملكة في دورها الريادي كواحدة من الدول المحورية التي تساهم في صناعة القرار عالميا، دون أن تتأثر بأي من تلك الأحداث أو الإستهدافات، لأنها أكبر من كل ما يحاول الأعداء والأقزام إثارته حولها من الشغب، حيث تشكّل تلك الأحداث والتحديات والمعتركات التي تخوضها المملكة مصلا حيويا يضخ في شرايينها الدماء النقية، ويرفع في وعي أبنائها أدرينالين المواطنة ليزدادوا تماسكا، والتفافا حول بلادهم، وهذا ما جعل لليوم الوطني هذا العام مذاقا مختلفا كونه يأتي ليذكرنا وسط كل ما يجري من حولنا بنعمة الوطن المكين، والأمن الراسخ، والقيادة التي لا تصرفها الأحداث ولا المؤامرات عن المضي في طريقها لتمتين عرى الوطن، وترسيخ أمنه وأمانه، حتى إن تأهلّ منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم قد جاء في زحمة هذه الظروف كما لو أنه أراد أن يكون شاهدا على متانة الجبهة الداخلية، واستعصائها على الاختراق، لتتجاور الرايات الخضراء ارتفاعا ابتداءً من ساحات الوغى في الحد الجنوبي، إلى مثالية إدارة الحج، ثم نجاحات الرؤية اقتصادا وتنمية، وصولا إلى الانتصارات الرياضية في متوالية المجد الوطني الذي لا يغيب.