تأتي مناسبة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني الـ 87 ووطننا يمر بمرحلة جديدة من التطور والازدهار، وخطى ثابتة نحو تحقيق الرؤية المستقبلية «رؤية 2030»، بالتزامن كذلك مع فشل كل الدعوات الحاقدة والمضللة والجاهلة التي تهدف إلى شق الصف التي يطلقها بين الحين والاخر مجموعات حاقدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثبت المجتمع بنخبه الدينية والسياسية والثقافية توحدهم في صف واحد خلف قيادتهم في بناء مستقبل مشرق آمن لهذا الوطن وتحقيق التنمية الشاملة. وأعتقد أن السبب وراء فشل هذه الدعوات الحاقدة بسيط لكنه عميق وهو أن من يدعون إلى ذلك غير سعوديين وكثير منهم أعضاء في مجموعات إلكترونية منظمة تكتب من خارج السعودية بتمويل دول معادية، والأهم من ذلك أنها لا تفهم الآلية التي يستمد منها النظام شرعيته وهو ما سميتها بالحقيقة الغائبة والمتمثلة في التالي:
أولا: الشرعية السياسية، فالأسرة الحاكمة والتي تعتبر أساس النظام تستمد شرعيتها من تاريخ طويل يعود إلى القرن الثامن عشر اي إلى أكثر من 300 سنة، عندما قام الشيخ محمد بن سعود في 1745 بتأسيس الدولة السعودية الأولى حتى نهايتها عام 1818 على يد الجيش العثماني بقيادة إبراهيم باشا. ثم عادت الأسرة مرة أخرى وأسست الدولة السعودية الثانية على يد الأمير تركي بن عبدالله آل سعود في سنة 1818م، إلى أن انتهت سنة 1891م. ثم عادت الأسرة مرة أخرى بتأسيس الدولة السعودية الثالثة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز في عام 1932م ثلاث دول نفس المنهج. وبالتالي من لا يفهم هذا التاريخ الطويل لهذه الاسرة والتفاف المجتمع حولها وتأسيسها لثلاث دول، لا يفهم الشرعية السياسية لهذه الأسرة.
الأمر الثاني شرعية الانجاز، هذه الدولة لم تستند على شرعيتها السياسية والدينية فحسب، وإنما استندت على شرعية الانجاز. فالدولة السعودية الثالثة التي لم يتجاوز عمرها المائة سنة سعت إلى أن تكون دولة مدنية تضمن حقوق وحريات جميع المواطنين وتحظى بقبول واحترام المجتمع الدولي وثقته. وفي هذه الفترة القصيرة حققت إنجازات كبيرة على كافة المستويات سواء على مستوى البنية التحتية أو التعليم أو الصحة او الصناعة او غيرها. فبناء على مؤشر التنافسية العالمية لعام 2016- 2017 الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يقيس العوامل التي تسهم في دفع عجلة الإنتاجية والازدهار لـ 138 دولة حول العالم، معتمدا على 12 فئة أساسية تمثل دعائم لمؤشر التنافسية، جاءت السعودية في مقدمة الدول العربية وفي المركز الـ29 عالميا. أضف الى ذلك متانة الاقتصاد حيث تعتبر السعودية احد اعضاء مجموعة العشرين الدولية التي تضمّ أقوى 20 اقتصادًا حول العالم، ما يعني أنها دولة فاعلة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي وقبلة آمنة للاستثمارات من مختلف دول العالم. أما على المستوى السياسي فكانت الزيارة الرسمية والتاريخية للرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى السعودية كأول محطة له ومشاركته في ثلاث قمم والتي احتضنت أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، تأكيدا علي الثقل السياسي والدور المتصاعد للسعودية في المجتمع الدولي وتأثيرها الحقيقي على مجريات كثير من الملفات المهمة والشائكة في العلاقات الدولية.
الأمر الثالث مشروعية النقد العلني، إن الذين ينتقدون دون وعي، لديهم جهل حقيقي بالشأن المحلي السعودي، ولا يدركون أن الأخطاء تنتقد بشكل علني وصريح وأنه تم توجيه انتقادات لمن يقصر من المسؤولين في كافة الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتم إقالة بعضهم وإحالة بعضهم إلى التحقيق. وبالتالي فحرية النقد مكفولة بما لا يخل بالأمن والاستقرار العام للمجتمع.
الأمر الأخير حراك 2030، ان الدولة والمجتمع بدأت بالفعل في 25 إبريل 2016 حراكا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا شاملا مع إعلان رؤية 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. والدولة والمجتمع يدا بيد تسعى لتحقيق هذه الرؤية ضمن خطط واضحة ومنهجية ولا مكان لمن يعرقل مشاريعنا ومنجزاتنا ويعمل على تعكير صفو واستقرار المجتمع. أو يضرب سلمه الاجتماعي. فمن أراد البناء فليشمر عن ساعده ومكانه محفوظ أما من أراد الهدم فليس له مكان بيننا.