حملة متواصلة يُشنّها بعض المعلمين ضد وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، تارة بسبب ما يُقال من أن تصريحاته «مستفزة»، وتارة أخرى بسبب قرارات لا تُعجب المعلمين. ومع أن المعلم يأتي على رأس المنظومة التعليمية، إلا أن ذلك لا يمنحه الحق في التطاول على مَن أولته الدولة مسؤولية هذه الوزارة الهامة.
غضب انتشر بسرعة وكثافة في الآونة الأخيرة من «بعض» المعلمين ضد وزيرهم، جراء زيادة ساعة واحدة للنشاط الحر. غضب يتكرّر كلما تعلّق قرار الوزير بساعات التدريس أو الإجازات أو تعديل المواعيد الدراسية.. غضب يشوِّه الصورة النموذجية للمعلم الذي نعلّق عليه آمالًا لبناء الأجيال.
كنتُ أتمنى لو أن أصوات المعلمين الغاضبين قد كانت اعتراضًا على منعهم من تقديم اقتراحات وأفكار ومساهمات في الميدان التربوي. كنت منتظرًا أن يكون نقاشهم ثريًّا حول النشاط الحُر الذي من أجله تمت إضافة الساعة، خاصة أنها خُصّصت للنشاطات التي تساهم في التخفيف من هيبة المدرسة أمام الطلاب، بدلًا من النقاش حول إن كانت هذه الساعة ستتجاوز أنظمة الخدمة المدنية.
الوزير العيسى كان جريئًا وصريحًا عندما تحدث عن النظام التعليمي، خاصة حول ضعف تكوين المدارس، وسوء الخدمات فيها، وعدم قدرة النظام على توفير البيئة المناسبة للطلاب، وإقحام التعليم في صراع القيادات الفكرية، وهذه أمور محل تقدير؛ لأن حل أي مشكلة يبدأ بالاعتراف بوجودها. لستُ مدافعًا عن الوزير، ولكنني أرى أنه يملك من الشهادات والخبرات ما يؤهّله لإحداث نقلة مستقبلية في منظومتنا التعليمية. فهو حاصل على الدكتوراة في المناهج وطرق التدريس، وعمل عميدًا لكلية اليمامة للتقنية، ثم مديرًا لجامعة اليمامة، ثم مستشارًا لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية، ونائبًا لرئيس مجلس إدارة مدارس الرياض. وفي الوقت نفسه، لستُ ضد المعلمين إن هم طالبوا بتحسين ظروفهم، لكن بعيدًا عن ربط غضبهم في كل مرة بالإجازات وساعات الدوام.. ولكم تحياتي.