عقد وزراء خارجية المملكة والإمارات والبحرين ومصر اجتماعا تشاوريا في نيويورك، لبحث أزمة قطر وآليات جديدة للتعامل معها.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن اجتماع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب يهدف لأن تكف قطر عن دعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وأوضح ان الاجتماع بحث ملف تدخل قطر في شؤون الدول الأخرى.
وأضاف شكرى -خلال تصريحات تلفزيونية عقب انتهاء اجتماع الرباعي العربي في نيويورك-: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول وهذا من المطالب التي أطلقتها الدول الأربع بأن تكف قطر عن التدخل في شؤونها، وبالمثل فنحن في سياسة ثابتة ولا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأشقاء أو الدول بصفة عامة، وهو مبدأ راسخ لا نحيد عنه».
وتابع: «نحن نثمن جهود أميرالكويت ونرى دائما أن تدخله وجهوده محمودة وتسعى للعودة إلى الوئام العربي وتنقية الأجواء داخل مجلس التعاون الخليجي».
وكان وزير الخارجية عادل الجبير قال عقب مشاركته في اجتماع مغلق لوزراء الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، على هامش أعمال الدورة الـ92 للجمعية العامة في نيويورك: إن الأزمة مع قطر بدأت بسبب عدم التزامها بوقف دعم الإرهاب.
##نجاح المسار
وتتعزز التوقعات بنجاح مسار الإجراءات التي تتخذها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي قررت إنهاء الحالة القطرية، في نهاية المطاف، وتتعزز التوقعات بأنها ستنجح في الأخير مهما قاومت حكومة الدوحة.
وتسلط لقاءات نيويورك السياسية هذا الأسبوع الضوء على الأزمة ومساراتها.
ويرى مراقبون أن الدوحة حال قبولها بالتنازلات المطلوبة، فإنها ستنجح أخيرا في الخروج من قدر الضغط الذي تطبخ فيه. وإن سعت للمساومة بالقبول ببعضها والمماطلة في بقية الشروط فإن الأزمة ستستمر إلى العام المقبل.
ويرى المراقبون أن منطقة الشرق الأوسط تخلصت تقريبا من كل الأنظمة الممولة والمحركة للفوضى إلا من اثنتين، قطر وإيران. وبإنهاء الدور القطري ستتقلص المشكلات، وتتقزم الجماعات الدينية المتطرفة، وتبقى إيران وحيدة.
##عقود الشر
وعلى مدى عقدين كانت قطر مسؤولة عما يجري من فوضى، وتطرف، وحتى إرهاب جزئيا. ولم يقم أحد بالتصدي لها في البداية وذلك تقليلا من شأنها وتأثيرها، وعندما كبرت وتعددت الأزمات التي تدعمها قطر أصبحت تختبئ خلف التحالفات، إلى أن جاء اتفاق الدول العربية الأربع الفاعلة في المشهد العربي، على التصدي لها فقلب اللعبة.
وتصر الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من جانبها على وضع حد للتصرفات القطرية المضرة بالأمن العربي، فقطر بما تملك من فائض مداخيل الغاز والبترول ما يجعلها تمول كل التنظيمات المتطرفة في العالم، وإحداث الفوضى، وهو ما دفع بالمشهد الحالي إلى اتخاذ موقف بين الدول الأربع وقطر، فإما أن تختار الدول الأربع بحكم حجم نفوذها وتأثيرها وأهميتها ومصالحها، أو دولة الإرهاب.
##خسائر فادحة
ومع مرور شهور الأزمة، عرَّض نظام الدوحة نفسه لخسائر فادحة، ولا يزال النظام يخسر الكثير، بدءا من بعض أفراد العائلة الحاكمة المعارضين لسياسة قطر الإرهابية إلى الكثير ممن انضموا إلى قافلة المعارضة القطرية في المنطقة، ولعل آخر حماقة ارتكبها تنظيم الحمدين -بعد استهدافه لعدد من الحجاج القطريين وتعذيبهم ودعوتهم إلى الإساءة للمملكة بعد أن شكروها على حسن تنظيم موسم الحج- هي سحب جنسية شيخ قبيلة آل مرة، الشيخ طالب بن شريم المري إلى جانب سحب جنسية 55 من أفراد عائلته من رجال ونساء وأطفال، ومصادرة أملاكه؛ وذلك لرفضهم الإساءة للمملكة والبحرين، مما أدى إلى استنكار عدد من منظمات حقوق الإنسان لهذه الخطوات التي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان والمواطنة.
ويمضي تنظيم الحمدين في قطر سريعا نحو الغرق، نتيجة أفعاله وقيادته لسفينة مخروقة، بسياساته الرعناء، ومكابرته على الرغم مما اغترفت يداه، حيث أضحى عناده في ازدياد يوما بعد الآخر، متوهما قوة زائفة، وأن بإمكانه السباحة لوحده دون أن يفطن الى أن مصيره بالنهاية الغرق وحيدا، وسط عاصفة قادمة من الداخل، أقوى من مقدرته على مواجهتها والنجاة منها.
##خسائر متلاحقة
ومع مرور أكثر من 3 أشهر على المقاطعة الرباعية العربية لقطر من جانب المملكة والإمارات والبحرين ومصر التي بدأت في الخامس من يونيو الماضي، وفي ظل خروج نحو 30 مليار دولار من الودائع الأجنبية من المصارف القطرية في شهري يونيو ويوليو، بحسب ما أفادته وكالة موديز، توجهت قطر لبيع بعض حصصها في مجموعة من الشركات.
ومن أبرز الصفقات التي باعت من خلالها قطر حصصا مؤثرة من أصولها بالعالم، قيام جهاز قطر للاستثمار في أغسطس الماضي ببيع جزء من حصته في بنك كريديه سويس لتتقلص ملكيته الى 4.94%.
وفي مطلع الشهر الجاري قامت شركة Precision Capital المملوكة لبعض أفراد العائلة الحاكمة القطرية بمن فيهم حمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق ببيع حصتها البالغة 90% في بنك لوكسمبورج الدولي مقابل 1.8 مليار دولار.
وبعد بيع الحصة في البنك بأيام قليلة، جرى بيع نحو 14% من الحصة المشتركة لجهاز قطر للاستثمار مع «غلينكور» في شركة النفط الروسية روسنفت مقابل 9 مليارات دولار. وتجدر الإشارة إلى أنه من غير الواضح كم حصة قطر من الحصة التي بيعت، لكن المعروف أن جهاز قطر للاستثمار لا يزال يمتلك 4.7% في روسنفت.
وبمنتصف سبتمبر الجاري، باع جهاز قطر للاستثمار 4.4 مليون سهم من أسهمه في شركة تيفاني للمجوهرات مقابل 417 مليون دولار. كما أن جهاز قطر للاستثمار لا يزال يمتلك حصة 9.5% في تيفاني من خلال شركة قطر القابضة.
وقد أفادت مصادر عن دخول جزء من هذه السيولة لدعم القطاع المصرفي كما أن جهاز قطر للاستثمار ضخ ما يقارب 40 مليار دولار من إجمالي احتياطيات 340 مليار دولار لدعم الاقتصاد والنظام المالي في أول شهرين من بدء المقاطعة من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.