لاجدوى من محاولات الدوحة تدويل الأزمة القائمة بينها وبين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، فالحل يكمن داخل البيت الخليجي لا خارجه، وقد أوضح معالي وزير خارجية المملكة في مقابلة تلفازية بثت يوم أمس الأول أن المطالب المقدمة لقطر تصب في روافد مصالح الدوحة، وأن الدول الأربع على استعداد تام لتقديم المساعدات لدولة قطر أيا كان نوعها لتسوية الأزمة معها.
الهدف الأساسي من وراء تلك المطالبات العقلانية المقدمة للدوحة يكمن في ارسال رسالة قوية لقطر بأن استمرارها في سياسة دعم التطرف والإرهاب واستمرارها بممارسة سياسة التحريض والتدخل في شؤون الدول الأخرى أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف، وتلك رسالة يجب أن يعيها حكام قطر، فلا مجال للمناورة حولها أو التغاضي عن مسلماتها ومعطياتها ولا سبيل لحوار يحول دون تطبيقها.
تلك رسالة واضحة لا لبس فيها ولاغموض، وقد نصحت المملكة الدوحة مرارا وتكرارا بتحكيم لغة الحكمة والعقل والعدول عن اصرارها على دعم الإرهاب بأي شكل من أشكال الدعم، والنكوص عن اتفاق الرياض الذي مارسته قطر ورفضته قبل أن يجف حبره يمثل دليلا واضحا على استمراريتها في دعم التطرف والإرهاب، فقد ثبت من جراء هذا الرفض أن الدوحة ماضية في السباحة ضد التيار بدعمها للإرهاب والإرهابيين.
والمتضرر من تلك السياسة الخاطئة التي تمارسها قطر لا يتعلق بالشعب القطري وحده وانما يتعداه الى كافة الدول الاقليمية والصديقة ويؤثر سلبا على كل دول العالم المحبة للاستقرار والأمن والساعية دائما للوقوف بحزم ضد ظاهرة الإرهاب وضد الإرهابيين أينما وجدوا، وهو ضرر لا يمكن استمراره أو التخلي عن مكافحته بكل السبل الممكنة وهذا ما فعلته الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
والدوحة برفضها المطالب التي تقدمت بها الدول الأربع لا تعادي في حقيقة الأمر الدول الخليجية فحسب، وانما تعادي كافة دول العالم دون استثناء، ذلك أن شعوب الأرض بأسرها مازالت تسعى لمكافحة ظاهرة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين في كل مكان؛ للخلاص منهم ومن ظاهرتهم الشريرة، ولا يعقل أن يقف العالم مكتوف الأيدي أمام التصرفات القطرية الطائشة بدعم تلك الظاهرة وايواء رموزها.
سوف تظل تلك المطالبات التي تقدمت بها الدول الأربع مسلكا واضحا للخلاص من الإرهاب الذي يتهدد شعوبها وشعوب كافة الدول العربية والإسلامية والصديقة، وسوف تظل الدوحة معزولة عن العالم بفعل تصرفاتها الموغلة في الأخطاء والتي لا يمكن قبولها من أي دولة تسعى للبناء والتنمية والعيش بسلام واستقرار، فالإرهاب آفة لا يمكن استمرارها ولا يمكن القبول بدعمها من أي دولة من الدول.