بَعُدت أيام كنت والزملاء في مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي نقول لخلق أجواء من المرح و«الفرفشة» إنه ينبغي أن نطلب من كل ضيف متحدث أن يأتي بجمهور معه. كنا نقول ذلك عندما نرى خلو عدد كبير من المقاعد في بعض الفعاليات. كان صاحب الفكرة غير المسبوقة الأديب الشاعر حسن السبع «شفاه الله وألبسه لباس العافية»، طرحها لإثارة الضحك أو للسخرية من واقع الحال، وما ذلك بالمستغرب على «ابو نزار». مقولة أبو نزار «كل واحد يجيب جمهوره» أصبحنا نراها تتجسد على أرض الواقع ولكن بشكل مختلف وبدرجة فرضت إدخال تغيير فيها بمحو كلمتين منها واستبدالهما بكلمة واحدة لتصبح: «كل منتدى وجمهوره». فهذا هو واقع المنتديات والملتقيات الثقافية الأهلية، أو الخاصة في حاضرة الدمام، إلى نهاية الحدود الإدارية لمحافظة القطيف شمالا. يحتوي هذا الحيز الجغرافي أكبر عدد من المنتديات والملتقيات على مستوى المملكة؛ اعتقد أن ذلك لا يحتاج الى تقديم دليل إحصائي عليه.
وجود هذه المنتديات شيء ايجابي، لا اختلاف حوله، وازدياد عددها من شأنه مضاعفة زخم العمل الثقافي في المنطقة، أو هكذا يؤمل منها، لكن عدم وجود أدنى درجة من التنسيق بينها له نتائج على قدر كبير من الاهمية، ولها تأثير سلبي على تحقيق الفوائد والمكاسب المأمولة منها. من نتائج غياب التنسيق بين هذه (الكينونات) الثقافية الأهلية تضارب مواعيد الفعاليات، إذ أصبح أمرا عاديا تزامن فعاليتين أو حتى ثلاث في ليلة واحدة، تضمن الأسبوع الماضي احدث وآخر الشواهد على ذلك. هذا التزامن ناتج عن أن كل منتدى يعمل وكأنه الوحيد في محيطه الاجتماعي، أو في عزلة عنه رغم الادعاء بالانفتاح عليه والعمل لغاية الاسهام في تنويره وارتقائه فكريا وحضاريا.
اعتقد أن هذه المنتديات في حاجة إلى مراجعة الطريقة التي تعمل بها، والى تقييم تجاربها وما تقدمه، والأهم آنيا ومن منظور هذه المقالة إعادة النظر في العلاقة فيما بينها والعمل على بناء جسور التواصل والتنسيق؛ لتقليص مساحة تكرار وتقاطع مواضيع الفعاليات، وتفادي تضاربها وتزاحمها نتيجة العمل بمبدأ «كل منتدى وجمهوره».