التعامل مع الفضاء الإعلامي الواسع يتطلب مصداقية ومهنية حتى لا تخسر جمهورك ومتابعيك وتتحول إلى مسخرة للآخرين وتندر لهم مما يفقدك رأس مال أي وسيلة إعلامية وهو المتابعون، عندما كنا صغارا نكتب على الصحف الحائطية ما نريد فالمكان محدود والعدد محدود والثقافة محدودة وردة الفعل غير موجودة ولا يمكن أن تجد مَنْ يصحح ما تكتب أو ينتقد في الغالب، وبعد أن دخلنا عالم الصحافة (قبل انتشار وسائل التواصل) تطور الأمر قليلا وسمعنا بالفبركة الصحفية التي تهدف لجذب انتباه القراء وتحقيق دخول إعلانية من جراء ذلك، وبرغم ذلك تظل الصحف في تلك الفترة محدودة الانتشار في محيطها وتستطيع التحكم في ردود الأفعال تقصي من تريد وتنشر ما تريد.
لكن مع الثورة الإعلامية التي نعيشها حاليا والانفتاح على العالم تغير الوضع وأصبح الصغير قبل الكبير يعلم ما يجري في أقصى بقاع الأرض قبل ما يجري حوله، ولذلك من الحمق الإعلامي أن تحاول تضليل الرأي في فضاء مفتوح مكشوف كما حدث من وكالة الأنباء القطرية (قنا) التي حاولت تغيير مفهوم الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على خلفية ما يجري حالياً ودعوة (الرباعية) قطر للجلوس على طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة وترك التعنت لعل الأمور تعود إلى وضعها السليم.
لا أخفي سراً إذا قلت إن الجميع هلل فرحا بهذا الاتصال والموافقة القطرية، التي ستساعد بإذن الله للم شمل الأسرة الخليجية، فجميعنا شعب واحد تجمعنا اللغة والنسب والدين وأغلب الأسر في دول المجلس لديها أقارب مع بعضها البعض وزيارات متبادلة. هذه الموافقة القطرية تمت صياغتها في بيان متزن جميل يحفظ حقوق الجميع من قبل (واس) حتى خرجت علينا (قنا) ببيانها الملتوي، الذي يخالف حقيقة ما جرى لتصب الزيت على النار وتقتل الفرحة في قلوب شعوب المنطقة بعودة قطر لحضنها الطبيعي، فهل يعي إعلام قطر والجزيرة أننا في إعلام مفتوح.. أتمنى ذلك.