العنوان كبير، وصعب بشقية «الحب» و«العلاقات الدولية» ويصبح الوضع أكثر صعوبة عندما نحاول جمع المسارين. في محاولة للبحث عن المفهوم الاول، ودلالاته في ثنايا المفهوم الثاني.
وللخروج من هذه الإشكالية النظرية ربما يكون من اليسير تلمس العلاقة بين المفهومين عبر الانطلاق من اسئلة عامة وعادية تتردد على شفاه الناس في الحياة اليومية. ومن هذه الاسئلة لماذا شعب الدولة (أ) لا يحب شعب الدولة (ب)؟ او يقال: ان شعب الدولة (أ) لا يحب شعب الدولة (ب) إلا بحثا عن المصلحة، او الدعم والمساعدة؟ السؤال الثالث، ينصرف مباشرة الى العلاقات الدولية بأدبياتها ومخزونها المعرفي هل تتضمن شيئا عن الحب؟ وقبل محاولة البحث عن إجابات أبين ان الموضوع برمته محاولة للإجابة عن بعض الملاحظات التي وجدتها عند الناس.
حول علاقات الود، وعكسه بين الشعوب يعتقد ان هناك علاقات نفسية وذهنية لبعض الشعوب عن شعوب اخرى غالبا ما يكون بينها جوار او علاقات تواصل قديمة او حديثة، المهم ان هذه الطبيعة تبقى لأجيال وقد تجد ما يغذيها سلبا من أحداث، ولكن في الغالب يصعب إضافة عناصر إيجابية اليها، او محو غير الإيجابي فيها من ذاكرة الناس.
العلاقات القائمة على المصلحة والمنفعة بين الشعوب والدول، هي في الرأي الغالب العلاقات الأقرب الى الطبيعية، وهي ربما تعيدنا الى جوهر العلاقات الشخصية التي تبنى في الغالب على المقابل او المردود، الرجاء او الخوف. وإذا استمعنا الى شاعر او حتى مطرب يقول انه يحب محبوبه ولكن لا يدري لماذا، اي بدون سبب فمن الممكن الاستمتاع بالشعر او الغناء على سبيل الرومانسية لا أكثر، أما معايير المنطق وجوهر العلاقات في طبقاتها الأعلى بين المجتمعات، والدول فلا تكون فيها هذه الرومانسية. بعبارة أخرى ليس هناك حب، او عكس الحب بدون سبب في علاقات الدول. وهذا التقرير يوصلنا الى إجابة السؤال الأخير ما دلالات الحب في علم العلاقات الدولية ان وجد؟ واختصارا للموضوع يمكن القول ان أبرز ما يمكن ان يشير الى مفهوم الحب في العلاقات الدولية الإشارة الواضحة الى معنى «الود» في ثنايا ميثاق الأمم المتحدة، وفي ديباجات كثير من المبادئ الدولية والمعاهدات. ويمكن للمهتمين الاطلاع على ما يعرف بمبادئ التعاون والصداقة في العلاقات الدولية والتي تحيل الى علاقات تفاهم تصبح ودية وتجعل من أفراد المجموعة الدولية أصدقاء متوادين يتبادلون المنافع فيما بينهم ويحترمون بعضهم.
مبادئ علاقات الود والصداقة في علاقات الدول كما هي في علم العلاقات الدولية سبعة، على النحو التالي: الاول: حظر استخدام القوة والتهديد بها، الثاني: التسوية السلمية للمنازعات الدولية، الثالث: عدم التدخل في الشؤون الداخلية، الرابع: التعاون الدولي، الخامس: المساواة في الحقوق بين الشعوب والتقرير الذاتي للمصير، السادس: المساواة في السيادة بين الدول، السابع: تنفيذ الالتزامات الدولية بحسن نية.
علاقات الافراد، والمجتمعات، والدول؛ إذا قامت على الصداقة، والتعاون فستقود الى الود، والمحبة.