■ بعرق الرجال وعزيمة الأبطال، نجح الأخضر في تجاوز عقبة اليابان، وكسر العقدة التي استمرت زهاء أحد عشر عاما، معلنا تأهله للمرة الخامسة للمونديال، بعد أن فرط في فرصة التأهل المبكر أمام الإمارات، وفضل تأجيلها حتى موقعة الحسم التي حضرها اثنان وستون ألف متفرج غصت بهم مدرجات «الجوهرة المشعة»، ساندوا الصقور الخضر بقوة حتى تحقق النصر..
■ هذا المنجز الذي تحقق عن جدارة واستحقاق ليس جديدا على الكرة السعودية، وليس مستغربا على نجوم منتخبنا الوطني، فقد سبق للأخضر السعودي الذي توج بكل البطولات الممكنة خليجيا وعربيا وآسيويا، التواجد في المونديال العالمي أربع مرات، نجح خلالها في أول ظهور بأمريكا وتخطى دور المجموعات قبل أن يخفق في البقية، ولكن ماذا بعد التأهل الخامس؟
■ أعتقد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم مُطالب بحسم الكثير من الملفات المهمة ووضع استراتيجية واضحة لإعداد منتخب الوطن بالشكل الأمثل، لاسيما وأن هناك متسعا من الوقت، فالمشاركة من أجل المشاركة مرحلة تجاوزناها منذ سنوات، ولهذا يجب أن يكون التخطيط لما هو أبعد من ذلك..
■ إن أول الملفات التي يُفترض حسمها، وفي أسرع وقت ممكن، ملف المدرب، فالكل يعلم أن عقد الهولندي فان مارفيك ينتهي بنهاية التصفيات، وبالتالي يجب تحديد مصيره، إما بتجديد عقده وبشروط اتحاد القدم لا بشروطه أو البحث عن مدرب آخر قادر على إكمال المهمة..
■ لا شك أن المدرب فان مارفيك قدم عملا جيدا وساهم في هذا الانجاز، ولكن في المقابل لديه بعض السلبيات، يأتي أبرزها تواجده الدائم في بلاده، واعتماده على بعض الأسماء التي لم ولن تقدم الإضافة الفنية المطلوبة على حساب أسماء أخرى قدمت ما يشفع لها بالتواجد في التشكيلة الأساسية وليس ضمن القائمة الرئيسية فحسب..
■ أيضا يجب على اتحاد القدم وبالتنسيق مع الجهاز الفني أيا كان، استغلال أيام «الفيفا دي» خلال الأشهر التسعة المقبلة التي تسبق انطلاقة المونديال الروسي، لخوض سلسلة من المباريات الودية الدولية مع المنتخبات القوية من مختلف القارات، يُتيح من خلالها المدرب الفرصة للاعبين البارزين مع أنديتهم ويقف على مستوياتهم عن قرب، ليضع تصوره حول ملامح القائمة النهائية التي ستخوض غمار المونديال..
تويتة على الورق
■ لا يحتاج مهاجم الأخضر وهدافه الخلوق محمد السهلاوي إلى إطراء أو مديح من أحد، فالأرقام التي حققها في التصفيات الحالية أنصفته، ويكفي أنه سجل 16 هدفا تربع من خلالها على قائمة الهدافين وساهم من خلالها في تأهل المنتخب للمونديال، وتوج مجهوده بالحصول على جائزة رجل المباراة ست مرات وهو رقم غير مسبوق، ولكن المعيب حقا، كمية الإساءات والسخافات التي طالته من بعض الإعلاميين الذين لا يفرقون بين لاعب النادي المنافس ولاعب المنتخب الوطني.
