أيام قليلة تفصلنا عن العودة لمصنع نهضة المملكة وتطورها، المدرسة التي نركن إليها لبناء جيل مبدع ومنافس في الثورة المعرفية، وركيزة في خارطة رفعة بلادنا ومسيرتها التنموية، فما التغيير الذي ينتظر الجميع! يا قادة التعليم يرافقني ثلاثة أشخاص يريد كلٌ منهم أن يتحدث فهلا أعرتموهم انتباهكم؛ أنا الطالب أحمد، طموحي عانق السماء وحلمي علقته على أكتافكم، فمطالبي ليست يابانية أو سنغافورية، أو كما في كوريا الجنوبية.
أحتاج مدرسة تجعلني جزءًا من التخطيط ليومي الدراسي لأتعلم في صف حقيقي لا مطبخ منزلي على يد معلم يحترمني ويحفزني، ممتع في أساليبه واستراتيجياته، وقدوة في سلوكه وتصرفاته، وذلك وفق مناهج تضعني ركناً في الرؤية وتواكب ما يجوب العالم من سرعة. أريد أن ألعب وأمارس نشاطاتي وهواياتي في مرافق مهيأة ونظيفة، أريد طعاماً صحياً وماءً بارداً نقياً. فهل تروني أثقلتكم؟.
أنا ولي أمر الطالب أحمد، أكرمني الله به بعد انتظار، واستثمرت فيه ليحصد المجد ضمن لبناتٍ تراصت لتشيد مستقبل هذا الوطن. تطلعاتي أن ينعم ببيئة صحية نظيفة، لا تسمم ولا أعراض، ولا فيروسات أو أمراض، سليمة من المشاجرات والحرائق وآمنة من فكر التطرف والإرهاب.
آمل في معلم وتعليم نوعي يرتقي لطموحاتنا وأحلام أبنائنا ويضعهم بثقة على أعتاب سوق العمل بالمهارات اللفظية والموهبة الفنية.
أريد أن أكون عنصراً من جسد المدرسة وخططها، فهل تروني أثقلتكم؟
أنا المعلم محمد، أحد أبطال التعليم الذين استلهمهم قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت معلماً». أتيت معطاءً ووقاداً لا شكاءً ولا بكاءً، أريد أن أكون شريكاً لنجاح هذه المنظومة في القرار والتخطيط وفاعلية التنفيذ.
أحتاج الأدوات والتأهيل والبيئة المعززة والأنظمة العادلة المحفزة للعطاء، والاستقرار في رحلة تتشبث يداي فيها بيدي القائد والمشرف اللذين يؤمنان بشراكتي ويدعمانني لتحقيق الرسالة بعيداً عن المشتتات من تعاميم كثيرة ومتطلبات. أريد المحافظة على مكانتي، فهل تروني أثقلتكم؟.
يا قادة التعليم جهودكم محل اعتراف وتقدير، نتمنى منكم الخروج من دوامة أحكمت إغلاقها على قضايا متكررة منذ أكثر من 70 عاما، وترهلٍ تفاقمت معه المشاريع والبرامج التي أفقدت التركيز وبعثرت الأولويات وأخرجتنا من ترتيب المؤشرات.. جودة التعليم هي أبسط مطالبهم فهل ترونهم أثقلوكم!
