الرحلة انتهت وبدأت بقطع البوردينق إلى روسيا، كما يقول الزميل أسامة الحلافي في تغريدة مميزة له بعد الفوز على اليابان، ورغم سعادتي ببزوغ نجم الحلافي في بلاط الصحافة في الآونة الأخيرة إلا أنني لا يمكن أن أسامحه في يوم من الأيام لأنه خطف مني القلم الذي أكتب به دائما ماجد التويجري.
■■ بداية الرحلة ونهايتها ليست في بوردينق الحلافي، بل هي في تغريدة ملغومة لزميل آخر هو ناصر الهاجري.. عندما تساءل بعد هزيمة الأخضر من الإمارات (مين جاب مارفيك الحين؟).
■■ لم يتحمس الكثير للإجابة، لأن للفوز ألف أب، وللخسارة أب واحد هو مارفيك، أما بعد الفوز على اليابان والتأهل لمونديال روسيا فاختلط الحابل بالنابل، الجميع كان سببا مهما للوصول إلى موسكو إلا مارفيك..!!
■■ العجيب حتى المنافحين عن اتحاد عزت بعد الهزيمة من الإمارات أخرجوا سيوفهم من غمدها للحاق بركب المنتقدين للنيل من صاحب الشعر الأبيض ظنا منهم أن روسيا أصبحت في خبر كان، لكنهم بعد الفوز على الساموراي أطلوا تلك السيوف المتأرجحة بالذهب أيضا للحاق بركب المدافعين عن المدرب الذي تحول لون شعره للأسود في سبعة أيام فقط، وامتد الدفاع عمن جلبه رغم أن القصص والروايات مختلفة بشأن حضوره للأخضر كاختلاف المواقف لنفس الأشخاص ما بين جولة الإمارات ومحصلة اليابان.
■■ المواقف المضحكة بين الجولتين في ظرف أسبوع واحد أشبه بمسرحية (شاهد ما شفش حاجة)، ولكنني أعتبرها لي ولغيري درسا معمقا في عالم كرة القدم وفهمها بالطرق العلمية الخاصة بها وبقواعدها التي لا تعتمد في عناوينها على (الهياط) ولا في تفاصيلها على المثل القائل (مع القوم يا شقره).
■■ نحتاج بعد درس التأهل لروسيا بتر الداء العضال الذي نخر في رياضتنا، وهو الانتصار للرأي الذي يعمينا عن حقائق ماثلة أمامنا تتوجب علينا في بعض الأحيان تغيير قناعاتنا لأن الواقع أثبت عكس ما كنا ننافح من أجله لكن (العزة بالإثم) تجعل البعض منا يسير في درب الزلق -رحم الله من كان عمود هذا المسلسل الشهير- المهم أن الداء الأعظم في رياضتنا هو الانتصار للرأي الذي وضع الكثير من العراقيل في مسيرتنا وما زال متصدرا المشهد، حتى وإن اختفى وهجه في محطة الفرح.
■■ أعود لتغريدتي الزميلين الحلافي والهاجري، فأقول للأول لا تنسني في البوردينق، وللثاني الإجابة عن سؤالك عند الرمز سعيد الهلال، أما أنا فتركت لكم كل شيء واستمتعت مع الملايين برقصة صاحب القلب الكبير الذي أحب لاعبيه وأحبوه الجنرال بصمت أحمد عيد في لقطة سيتذكرها التاريخ طويلا، لأن العناق الذي تم بينهم بعد رقصة الفرح تختصر كل الرحلة إلى روسيا.. وسلامة فهمكم.