المملكة تستقبل في كل عام وفي مثل هذه الأيام المُباركة ضيوفها من الحجاج، وحسب إحصاءات الحج الصادرة من هيئة الاحصاء حتى الساعة 12 من ظهر يوم الأربعاء الماضي وصل (1.958.449 حاجا) من داخل السعودية وخارجها والقادمون إلى مدينة مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وفي هذا اليوم يحل علينا عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمتين الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات. المملكة وفي كل موسم من مواسم الحج والعمرة تُسخّر كل إمكاناتها البشرية والمالية واللوجستية لخدمة ضيوف الرحمن، حيث بلغ إجمالي عدد الحجاج خلال السنوات العشر الماضية نحو 24 مليون حاج، وفق الاحصاءات الرسمية للهيئة العامة للاحصاء، وسجل موسم الحج للعام الماضي 1437هـ أقل عدد للحجاج خلال السنوات العشر السابقة، إذ بلغ إجمالي عدد الحجاج فيه 1.862.909 حجاج، فيما سجل العام 1433هـ أعلى عدد للحجاج خلال السنوات العشر السابقة، إذ بلغ عدد الحجاج في ذلك العام 3.161.573 حاجا. الهيئة العامة للإحصاء أعلنت مساء أمس عن إجمالي عدد الحجاج، وأصدرت النشرة التفصيلية لإحصاءات الحج والمتوقع بأن تعداد الحجاج سيتجاوز 2 مليون حاج. المملكة لم تفعل ولم تفكر يوما بتسييس الحج، بل تعاملت بكل أريحية مع ملف قطع العلاقات مع قطر وقدمت خدمة ضيوف الرحمن من كل الدول الإسلامية والعربية ومن قطر بالذات على كل شيء كالتزام ديني تتشرف به رافضة التسييس بأية صورة من الصور، والواقع يشهد بذلك في مواسم الحج والعمرة باستقبال الحجاج الإيرانيين والحجاج من كل بقاع الأرض، وسياسة المملكة واضحة وعنوانها فصل الدين عن السياسة وتقديم الاحترام الكامل لكل المسلمين بغض النظر عن مواقف القيادات السياسية في بلدانهم. شعار تسييس شعيرة الحج ليس غريبا ولا جديدا على حكومة المملكة فقد استخدمته إيران منذ قيام ثورة الخميني، ولا يكاد يمر موسم للحج إلا ويشهد مطالبات من هذا القبيل بتسييس الحج في المملكة حيث تتم إجراءات الحج تحت إشراف هيئة إسلامية. حكومة الملالي فشلت في كل افتراءاتها ولحقت بها حكومة قطر؛ لأن المملكة شرفها الله بخدمة المشاعر المقدسة ومن يقصدها من الحجاج وهذا شرف عظيم خصه المولى عز وجل لبلاد الحرمين وحكامها وشعبها.. إن تسييس الحج مؤامرة خبيثة يُراد بها فتنة وفوضى وفسادا، وعبثا بالمقدسات الإسلامية من الجارة دولة قطر ومع محاولات السلطات القطرية خطف الأضواء، وصرف النظر عن المطالب الأساسية للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي على رأسها وقف الدعم للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والدول العربية الأخرى إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل باستقبال المملكة لأكثر من ألف حاج قطري في ضيافة خادم الحرمين الشريفين وكانت شهادة الحجاج القطريين بحسن الاستقبال والضيافة وتسهيل حجهم هي اللطمة الكبرى للحكومة القطرية ولقنوات الشقاق والنفاق الجزيرة ومثيلاتها.