«لأني واقعي أتوقع المعجزات»- واين داير
ويقال أيضا إن أكثر الناس غفلة عن المعجزات هم صنّاع المعجزات.
لما أقرأ مقالا في نشرة دولية متخصصة بالطاقة تقول إن شركة الكهرباء في السعودية تحتاج لمعجزة لتمر من موسم الحج بلا إخفاقات وانقطاعات للكهرباء، تقع في نفسي رغمًا عني دفقات من التخوفات. ولما كنت في زيارة لصديقي المهندس خالد الطعيمي نائب الرئيس الأعلى للتوليد وعرضت عليه تخوفاتي، أراحتني بسمته الواثقة وكأنها «مولّد» للسعادة. وأخبرني أنهم واثقون في الله تعالى ثم في ما تملكه الشركة العملاقة من طاقات بشرية وطواقم من الفنيين والمهندسين والإداريين يرون أن العمل يشرفهم كمسلمين وكمواطنين قبل أن يكونوا مجرد موظفين، وشرح لي بالمثبت والواقع المشاهد والملموس قدرة المحطات الهائلة واستعدادات واحتياطيات تقنية رأيت كأنها مبالغة بالاحتياطات مما جعلني أمازحه قائلًا: «هذه احتياطات ما تخرش قطرة كهرباء» وترون أن المعجزة التي اعتقدت المجلة أن الشركة كانت بحاجة اليها.. تتحقق، بل وفي كل موسم حج. على أن موسم الحج ليس مقصورا على معجزة واحدة، بل على العديد من المعجزات، الخدمات التي تقدم لوجستيا وصحيا وأمنيا لا مثيل لها على الأرض عبر التاريخ في منطقة ضيقة محصورة وفي أيام قليلة وحشود تتعدى المليوني حاج يتحركون في وقت واحد باتجاه واحد. ومن المعجزات التي لا يعلم عنها أصحابها، معجزات المجتمعات المدنية بالمملكة. فقط نحن بالمنطقة الشرقية من البلاد نواجه جهدا كبيرا في قبول الأعداد الغفيرة من المتطوعين لموسم الحج من الشباب، لذا لا نعجب بتجمع آلاف مؤلفة من المتطوعين بكل مجال من المرشدين إلى المنجدين إلى فرق الكشافة المنضبطة إلى المهندسين والطواقم الطبية. ومن جهة أخرى تتزاحم عندنا في جمعية العمل التطوعي وهي جمعية واحدة من أكثر من ألف جمعية بالبلاد طلبات من رجال الأعمال للمساهمة والدعم والمشاركة مع متطوعينا. وأما «مبرّات» الخيرين والمحسنين فهي تعمل كأكبر مموني الطعام والماء والاحتياجات عالميا في دائرةٍ محدودة. إنها معجزات تحدث بكل موسم حج، آخر من يعلم عنها هم صناعها. لذا عندما ترتفع أصوات بتسييس الحج لا أقلق وإن كنت أمتعض، لأن صناع المعجزات هم من مدد الله.. لا يستبدلون.