عند اتخاذ أي قرار يخص عموم الناس، يجب أن يقرن إعلانه بعدد من الحيثيات التي اقتضت إقراره، خاصة في حالة كونه جديدا لم يسبق بأحداث تمهد فهمه بشكل مقبول لدى أغلبية الناس.. نحن نفهم أهمية الأنشطة اللا صفية في صقل مهارات وقدرات الطالب، لكن القرار الذي صدر من وزارة التعليم بخصوص زيادة ساعة دراسية على النصاب التعليمي القائم، يجعلنا لا نثق بعائد الفائدة الذي تحققه بالشكل المرجو. قرار يشترك في خصوصيته المعلمون، والطلبة، والآباء، يحتاج أن يوضح بعوائد فائدته بشكل مقنع، خاصة أنه اتخذ بساعة إضافية على المدة الزمنية المعتادة ولم يهيكل فيها بصورة منظمة.. ان اتخاذ القرارات وإعلانها له أصوله وبروتوكولاته التي تقتضي إعلان الحيثيات أو الأهداف، فهذا جزء من احترام المعنيين بالقرار ومدى تقبلهم له.. وحدها القرارات السياسية والعسكرية أو الحربية تستثنى من ذلك؛ كونها محفوفة بمبررات سرية أحيانا ليس من الحكمة إعلانها.. وهذا هو المتبع في جميع دول العالم. وبالمناسبة فإن هناك عددا من المسؤولين في بعض الوزارات وقطاعات الدولة العليا نكن لهم كل التقدير والاحترام ونثق بقراراتهم التطويرية، فهي تتخذ وتعلن بطريقة تحترم العموم، كما ان عراقيلها تؤخذ في الحسبان وتجد العذر من الناس في حال إخفاقها.. كل قرار ذي شأن عام يمس مصالح الناس واحتياجاتهم وحياتهم يحتاج أن يعلن بطريقة تتوافق مع سيكولوجية الجماهير وعقولهم.. طريقة صياغة القرار وأهدافه، فضلا على أنها تحتاج لفريق من المتخصصين بعيدي النظرة لرسم إستراتيجيته، تحتاج لمختصين من الإعلاميين لطريقة صياغته قبل إعلانه، فاختصار أهدافه وإعلانها بطريقة تناسب الاختلافات الثقافية والتعليمية للأفراد خطوة مهمة، يجب أن تراعى من قبل المسؤولين.. كم من القرارات الجيدة لم تحظ بقبول الناس لأنها لم تخاطبهم باللغة التي تراعي عقولهم وفهمهم.. كما أن صياغة القرار وإعلانه بطريقة مهنية صادقة تأخذ في الاعتبار كل التساؤلات والاختلافات؛ تنم عن احترام للمعنيين بقراراته.. كما أن اعتماده في خططه التطويرية والتغيرية على فريق من المختصين والاستشاريين المتخصصين يجعله موضع ثقة ويجنبه كثيرا من الفشل.. شكرا لكل مسؤول أخذ في اعتباره هذه الأبعاد.